التحول الرقمي في سوريا يواجه تحديات كبيرة في ظل بيئة الصراع المستمرة التي تعاني منها البلاد. هناك عدة عوامل تؤثر سلباً على فرص نجاح هذا المشروع:
- البنية التحتية الضعيفة: البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك شبكات الاتصالات والكهرباء، تعاني من تدهور كبير بسبب الحرب المستمرة. هذا يعيق بشكل مباشر توفير خدمات الدفع الإلكتروني والتواصل الإلكتروني اللازم لتفعيل التحول الرقمي.
- انقطاع الكهرباء والاتصالات: الانقطاع المتكرر للكهرباء والاتصالات يؤدي إلى تعطيل الخدمات الإلكترونية، مما يجعل المواطنين غير قادرين على الاعتماد على هذه الخدمات في تسيير أمورهم اليومية.
- غياب الخدمة المصرفية المتكاملة: البنوك والمصارف السورية تعاني من مشكلات في تفعيل الخدمات الإلكترونية، وهذا يحد من قدرة المواطنين على استخدام التحول الرقمي بشكل فعال، كما أن عدم توافر منافذ تقليدية كافية في القرى والأحياء يزيد من تعقيد الوصول إلى هذه الخدمات.
- البيئة القانونية والتنظيمية: رغم وجود قوانين تلزم باستخدام الدفع الإلكتروني، إلا أن البنية التحتية غير جاهزة لتنفيذ هذه القوانين بشكل فعال، مما يخلق ازدحاماً وإرباكاً للمواطنين والجهات الحكومية على حد سواء.
- الهدف من التحول الرقمي: هناك آراء تشير إلى أن الهدف الحقيقي من التحول الرقمي هو تحسين صورة الاقتصاد السوري أمام المجتمع الدولي، وليس بالضرورة تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
- النقص في الكوادر المؤهلة: التحول الرقمي يتطلب وجود كوادر مؤهلة ومدربة على إدارة وتطوير الأنظمة الرقمية، وهو ما قد يكون غير متاح بشكل كافٍ في سوريا بسبب هجرة الكفاءات وتدهور التعليم.
في ضوء هذه التحديات، يبدو أن فرص نجاح التحول الرقمي في سوريا محدودة ما لم يتم تحقيق تقدم كبير في استقرار الوضع الأمني وتحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية.


