يواجه الفن الأمازيغي تحديات معقدة تتعلق بالهوية والتطور والجودة في ظل تغيرات متعددة محلياً وعالمياً. الفنانون الأمازيغيون المقيمون في المهجر، مثل فتاح عبو ويوبا هبون، يلعبون دوراً مهماً في التعريف بثقافة “إيمازيغن” وتعزيز إشعاعها في الخارج، مع التركيز على قضايا تتعلق بالثقافة واللغة الأمازيغيتين.
1. التعريف بالثقافة الأمازيغية:
فتاح عبو، المقيم في الولايات المتحدة، يهدف من خلال موسيقاه إلى تقديم الثقافة الأمازيغية لجمهور أمريكي وعالمي أوسع. يقول إن أمريكا، بلد التنوع الثقافي، تحتاج إلى التعرف على الثقافة الأمازيغية العريقة. وقد اختار عبو استخدام قالب موسيقي عالمي يتماشى مع الذوق الغربي لجذب الانتباه وتعريف الأجانب بالفن الأمازيغي.
2. أزمة الذوق الفني:
يعتقد عبو أن هناك أزمة في الذوق الفني الأمازيغي، ويعزو ذلك إلى الشعبية الكبيرة لفن “تاكروبيت”، الذي يعتمد على آلات موسيقية سهلة التعلم ويميل إلى الإيقاعات دون التركيز على الرسائل والكلمات. وهذا الاتجاه، رغم أنه يجعل الفن الأمازيغي في متناول الجميع، أدى إلى تدني مستوى الجودة الفنية.
3. أهمية الموسيقى:
يوبا هبون، الفنان الأمازيغي المقيم في ألمانيا، يشير إلى أن الموسيقى هي وسيلة فعالة لنقل التجارب الإنسانية والأفكار إلى العالم. على الرغم من أن الجمهور الغربي قد لا يفهم الكلمات، فإن الموسيقى واللحن يمكن أن تعوض عن هذه الفجوة وتثير المشاعر الإنسانية. وهذا يساهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الأمازيغ ونقل قضاياهم الأساسية مثل الأرض والهوية.
4. أزمة الفنان والجمهور:
يشير هبون أيضاً إلى أن الفن الأمازيغي يعاني من أزمة جودة، حيث إن الأعمال الفنية التي تحمل قيماً إنسانية عميقة لا تحظى بالإقبال المناسب. ويعزو ذلك جزئياً إلى التهميش الذي يعاني منه الفنانون الأمازيغ في المهرجانات والفعاليات الرسمية، مما يؤدي إلى تدني مستوى الفن وتجاهل الفنانين.
بالمجمل، يشدد الفنانون الأمازيغيون في المهجر على أهمية الموسيقى كوسيلة لتعزيز الثقافة الأمازيغية وتجاوز التحديات التي تواجهها. إنهم يسعون إلى إعادة الاعتبار للفن الأمازيغي وتعزيز جودته، بينما يعملون على رفع الوعي الثقافي وتعريف الجمهور العالمي بالثراء التاريخي والحضاري للأمازيغ.