فاس تحتفي باليونسكو بالموسيقى الأندلسية

0
92

شهدت مدينة فاس ليلة استثنائية لا تُنسى، مساء الخميس، ضمن فعاليات الدورة الثامنة والعشرين لمهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية، حيث اجتمع 108 فنانين على منصة باب المكينة التاريخية، لتقديم ملحمة موسيقية أندلسية خالدة، احتفاءً بالذكرى الرابعة والأربعين لتسجيل المدينة في قائمة التراث العالمي لليونسكو.

هذا العرض الفني غير المسبوق، جمع بين 44 موسيقياً من أساتذة الموسيقى الأندلسية المغربية « الآلة »، بقيادة الأستاذ الكبير محمد بريول، و44 من المنشدين الصوفيين المنتمين لزوايا مختلفة من المغرب، بتوجيه من الشيخ علي رباحي، إضافة إلى 20 من الفقراء الذين أضفوا على الأمسية إيقاع الحضرة الروحية.

البرنامج، الذي جاء بعنوان « نزهة روحية »، قدّم للجمهور رحلة موسيقية عبر نوبات الآلة الإحدى عشرة وتواشيحها، ممزوجة بإبداعات زوايا المغرب من « الميازين » و »الأدراج »، في تفاعل فني وروحي غني جمع بين الموسيقى الأندلسية والإنشاد الصوفي.

وقد استُحضرت في هذه الأمسية نصوص من كبار شعراء التصوف مثل عمر بن الفارض، أبو الحسن الششتري، ومحمد الحراق، ما أضفى على العرض طابعاً روحياً عميقاً، تماهى فيه الجمهور مع الأداء في لحظة سماع جماعي فريدة.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال محمد بريول، قائد الأوركسترا ومدير المعهد العالي للموسيقى بفاس، إن هذا العرض يُعد الأول من نوعه من حيث الحجم والتكوين، ويشكل تتويجاً فنياً واحتفالياً بمدينة فاس وهويتها الثقافية.

وأضاف أن الموسيقى الأندلسية و »السماع الصوفي » ينتميان لمدرسة واحدة، مشيراً إلى أن غالبية « المقامات » المستعملة في السماع الصوفي مستمدة من الموسيقى الأندلسية.

وقد لاقى العرض تفاعلاً كبيراً من الجمهور الذي امتلأت به جنبات باب المكينة، والذي صفق طويلاً تقديراً للإبداع الموسيقي والروحانية التي تخللت هذا اللقاء الفني، الذي رسّخ مكانة فاس كعاصمة للموسيقى الروحية والحوار الثقافي.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا