اليوم الجمعة، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة وغير مسبوقة على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بعد وقت قصير من قرار محكمة العدل الدولية بإنهاء الهجوم على المدينة. تزامن ذلك مع معارك ضارية بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال في شمال وجنوب القطاع.
أكد مراسل الجزيرة أن مدفعية الاحتلال قصفت محيط مستشفى الكويت التخصصي في وسط مدينة رفح، وأفاد بأن قوات الاحتلال تطلق النار على كل من يقترب من وسط رفح، مما يمنع طواقم الإسعاف من إغاثة المصابين. وشدد المراسل على أن الغارات على مناطق رفح، خاصة وسط المدينة، غير مسبوقة.
وفقاً لوسائل الإعلام الفلسطينية، استهدفت طائرات الاحتلال شوارع ومنازل وسط مخيم الشابورة في رفح، واستمر القصف المدفعي القوي على محيط مستشفى النجار وخربة العدس وشارع المضخة وحي الجنينة في المدينة.
تستمر الاشتباكات العنيفة في رفح وجباليا، حيث أعلنت كتائب القسام أنها استهدفت دبابة ميركافا بقذيفة “الياسين 105” وجرافة عسكرية بقذيفة تاندوم قرب بوابة صلاح الدين في رفح. كما دكت بقذائف الهاون تجمعا لجنود الاحتلال في محور نتساريم جنوب مدينة غزة. صباح اليوم، استهدفت القسام خمس دبابات إسرائيلية بقذائف “الياسين 105” وعبوات “شواظ” في رفح وجباليا. كما أفادت بأنها استدرجت قوة خاصة من جيش الاحتلال إلى عين نفق في مخيم جباليا واشتبكت معها، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين أفراد القوة، بالإضافة إلى قنص جندي إسرائيلي داخل أحد المنازل في المخيم.
هذا التصعيد الإسرائيلي جاء بعد قرار محكمة العدل الدولية الذي يأمر إسرائيل بوقف الهجوم على مدينة رفح، بناءً على طلب من جنوب أفريقيا ضمن دعوى تتهم تل أبيب بارتكاب جرائم إبادة جماعية في القطاع.
العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة أسفر عن أكثر من 116 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى نحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل وإغلاق المعابر الذي يهدد بالتسبب بمجاعة. في المقابل، أقر الجيش الإسرائيلي بإصابة 8 من جنوده في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، مضيفًا أن 634 ضابطًا وجنديًا قتلوا في غزة، وأصيب 555 بجروح خطيرة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.