يحتفل المغاربة بعيد العرش، الذي يمثل مناسبة وطنية عزيزة بمناسبة ذكرى تولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش. يرمز هذا الاحتفال إلى التلاحم العميق بين الشعب المغربي والعرش العلوي، وتجسيدًا للثقة الجماعية في رؤية تنموية حديثة وشاملة.
على مدى 26 سنة، شهد المغرب تحولًا جذريًا بفضل الإصلاحات الرائدة التي أطلقها الملك. وقد شملت هذه الإصلاحات جميع القطاعات الحيوية؛ الاقتصادية والاجتماعية والطاقة والتعليم والثقافة والرياضة، مما أدى إلى صعود المملكة كموروث ناشئ بقوة.
وقد أشاد خبراء دوليون مثل رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو والجيوسياسي الفرنسي فريدريك إنسل بهذه الدينامية، معتبرين المغرب نموذجًا في التحديث والاستقرار.
كما تطورت البنية التحتية بشكل ملحوظ عبر شبكة طرقية وسكك حديدية متقدمة بما في ذلك أول خط سرعة عالية في إفريقيا، وموانئ عالمية مثل طنجة المتوسط. وتبرز المملكة أيضًا كرائدة في مجال الطاقة المتجددة، من خلال مشاريع رائدة في الطاقة الشمسية والريحية والهيدروجين الأخضر.
على الصعيد الاقتصادي، أصبح المغرب مركزًا صناعيًا ولوجيستيًا بارزًا، خاصة في مجالات السيارات والطيران والصناعات الغذائية. وقد رافق ذلك إصلاحات اجتماعية مهمة، منها التغطية الصحية الشاملة وبرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
دبلوماسيًا، عزز المغرب موقعه الدولي، وعودته إلى الاتحاد الإفريقي مع إطلاق مشاريع استراتيجية مثل خط أنابيب الغاز الأطلسي ومبادرة الأطلسي الملكية، ما يعكس دوره المؤثر في القارة.
وبفضل المتابعة الملكية، حقق المغرب انتصارات دبلوماسية بشأن قضية الصحراء، حيث حاز مخطط الحكم الذاتي المغربي دعم أكثر من 120 دولة، بينها الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة.
في المجال الرياضي، يواصل المغرب تقدمه؛ فقد بلغ نصف نهائي كأس العالم 2022، واستُخدم لاستضافة كأس العالم 2030 بالتعاون مع إسبانيا والبرتغال، مما يثبت قدرة المملكة على تنظيم فعاليات عالمية.
يجسد عيد العرش هذه المسيرة الرائدة بقيادة ملكية حكيمة ومستمعة، مخلصة لتطلعات شعبها، وساعية إلى تنمية مستدامة ومنصفة وجامعة للأجيال القادمة.