تأثير تحفيز الدماغ غير الجراحي على سلوك التقليد التلقائي: دراسة جديدة تفتح آفاقًا علاجية
أظهرت دراسة حديثة، نشرت في دورية “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم” (PNAS)، كيف يمكن لتقنيات تحفيز الدماغ غير الجراحية أن تؤثر على سلوك التقليد التلقائي، والذي يلعب دورًا حيويًا في التفاعلات الاجتماعية. استخدمت الدراسة تقنية متقدمة تسمى “التحفيز الترابطي القشري-القشري المزدوج” (ccPAS) لتسليط الضوء على كيف يمكن تعديل سلوك التقليد من خلال التلاعب بالاتصال بين مناطق معينة في الدماغ.
: نتائج الدراسة
- تعزيز أو منع التقليد: أظهرت النتائج أن التلاعب بالدوائر العصبية في النظام الحركي يمكن أن يعزز أو يمنع التقليد التلقائي. تقنيات مثل ccPAS تساعد في تحسين أو تثبيط السلوك التقليدي حسب الحاجة.
- الدوائر العصبية: توضح الدراسة أن الدوائر العصبية المختلفة تلعب أدوارًا مميزة في التحكم في سلوك التقليد. بعض الدوائر تعزز السلوك التقليدي، بينما تعمل أخرى على منعه أو التحكم فيه.
- التقليد التلقائي: يعد التقليد التلقائي جزءًا أساسيًا من التفاعلات الاجتماعية ويمكن أن يؤثر على الديناميات الجماعية والعلاقات الشخصية. فهم هذه الظاهرة يمكن أن يوفر رؤى حول السلوك الاجتماعي بشكل عام.
: التقنية المستخدمة
- ccPAS: تقنية التحفيز الترابطي القشري-القشري المزدوج هي أداة متقدمة تسمح بالتلاعب المؤقت في الاتصال العصبي بين مناطق الدماغ. من خلال هذه التقنية، يمكن للباحثين تعزيز أو تثبيط الأنشطة في مناطق معينة من الدماغ، مما يساعد في فهم دورها في السلوك التقليدي.
: التطبيقات السريرية
- تحسين الأداء الإدراكي: تشير الدراسة إلى أن هذه النتائج يمكن أن تسهم في تطوير علاجات لتحسين الأداء الإدراكي، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من ضعف عصبي واضطرابات اجتماعية.
- إدارة الخلل الاجتماعي: يمكن أن تساعد نتائج البحث في إدارة السلوك التقليدي في حالات الطوارئ أو في المواقف التي يتطلب فيها الأمر تجنب تقليد سلوك غير مناسب.
: تصريحات الخبراء
- أليسيو أفينانتي: أستاذ علم النفس في جامعة بولونيا، أكد أن نتائج الدراسة تقدم رؤى جديدة حول كيفية التلاعب بمرونة الدماغ لتحسين أو تقليل السلوك التقليدي، مما يعزز الفهم لتطبيقات علاجية مستقبلية.
- سونيا توريني: زميلة البحث في نفس القسم، أكدت أن فهم آليات التقليد التلقائي يمكن أن يوفر رؤى جديدة حول السلوك الاجتماعي، والذي يشكل جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية.
توجهات البحث المستقبلية: تعتبر الدراسة خطوة مهمة نحو فهم دور الدوائر العصبية في السلوك التقليدي وكيفية التلاعب بها لتحقيق فوائد علاجية. من المتوقع أن تسهم هذه الأبحاث في تطوير استراتيجيات أفضل لتحسين الرعاية الصحية والعلاج السلوكي.