شهدت بنغلاديش اليوم الأحد اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين المطالبين باستقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، مما أدى إلى مقتل 93 شخصًا على الأقل وإصابة المئات. استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق عشرات الآلاف من المحتجين، وأعلنت الحكومة حظر تجول غير محدد في أنحاء البلاد ابتداءً من الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي، إلى جانب عطلة عامة لمدة ثلاثة أيام تبدأ من غد الاثنين.
استهدف المحتجون مراكز للشرطة ومقار للحزب الحاكم في أعمال عنف اجتاحت البلاد، وذكرت مصادر طبية أن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب العشرات في اشتباكات بالعاصمة داكا. كما شهدت مناطق أخرى مثل مونشيغانج وبابنا وبوغرا اشتباكات مماثلة أدت إلى سقوط قتلى وجرحى.
أعلنت الشرطة أنها لم تطلق النار وأن الانفجارات كانت بسبب بعض العبوات الناسفة، مشيرة إلى أن المنطقة تحولت إلى ساحة معركة. وذكر شهود عيان أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 50 آخرون في اشتباكات بين محتجين وناشطين من حزب “رابطة عوامي” الحاكم في منطقة بابنا.
وزير الصحة سامانتا لال سين ندد بالهجوم على مستشفى كلية الطب في داكا وإضرام النيران في مركبات، بما فيها سيارة إسعاف، مؤكدا على عدم مقبولية هذه الأعمال. كما عطلت الحكومة خدمات الإنترنت عالية السرعة للمرة الثانية خلال الاحتجاجات الأخيرة، مما جعل استخدام منصتي فيسبوك وواتساب غير ممكن.
تعد هذه الاضطرابات أكبر اختبار لرئيسة الوزراء الشيخة حسينة منذ الاحتجاجات الدامية التي أعقبت فوزها بفترة رابعة على التوالي في المنصب عقب انتخابات يناير/كانون الثاني، والتي قاطعها حزب بنغلاديش الوطني المعارض الرئيسي.
اتهم معارضون وجماعات حقوقية حكومة الشيخة حسينة باستخدام القوة المفرطة لإخماد الاحتجاجات، وهو ما تنفيه الحكومة. أغلق المتظاهرون اليوم طرقا سريعة رئيسية، وبدأ الطلاب حملة احتجاج للضغط من أجل استقالة الحكومة. ووصفت رئيسة الوزراء المتظاهرين بأنهم إرهابيون يسعون لزعزعة استقرار البلاد، داعية المواطنين إلى قمعهم بقوة.
وفي الشهر الماضي، قُتل ما لا يقل عن 150 شخصا وأصيب الآلاف خلال احتجاجات قادتها مجموعات طلابية اعتراضا على نظام الحصص في الوظائف الحكومية. توقفت الاحتجاجات مؤقتا بعد أن ألغت المحكمة العليا معظم الحصص، لكن الطلاب عادوا إلى الشوارع الأسبوع الماضي مطالبين بالعدالة لأسر القتلى.
