عاد العرض العسكري التقليدي لعيد 14 يوليوز إلى مكانه الرمزي في شارع الشانزليزيه بباريس، بعد نقله العام الماضي بسبب التحضيرات لأولمبياد باريس. وقد تميزت نسخة سنة 2025 بتكريم الجيش الإندونيسي كضيف شرف مميز لهذه المناسبة الوطنية الفرنسية.
تحت أنظار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو، وأمير الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح، افتتح أكثر من 450 عسكريًا إندونيسيًا العرض، مرتدين زيًا ملوّنًا وخوذات مزينة برموز حيوانية ترمز إلى انتماءاتهم. وقد أثاروا إعجاب الحضور بأدائهم المنظم وموسيقاهم، خصوصًا فرقة الـ “درامباند غابوندان” الشهيرة.
وتندرج هذه المشاركة في إطار الشراكة الاستراتيجية الفرنسية–الإندونيسية، التي تهدف إلى تعزيز التعاون في منطقة الهند والمحيط الهادئ. وكانت جاكرتا قد أعلنت مؤخرًا عن رغبتها في اقتناء معدات عسكرية فرنسية، من بينها مقاتلات رافال، غواصات سكوربين، مدافع قيصر، وفرقاطات خفيفة.
رسالة قوة واستعداد
نُظّم العرض بأسلوب يحاكي عملية عسكرية حقيقية، لإبراز جاهزية الجيش الفرنسي في ظل السياق الدولي المتوتر. وصرّح الحاكم العسكري لباريس، الجنرال لويك ميزون، بأن العرض يعكس حجم التهديدات الأمنية الحالية التي تواجه القارة الأوروبية.
وبهذه المناسبة، أكد الرئيس ماكرون التزام بلاده المتزايد بتعزيز ميزانية الدفاع، معلنًا عن زيادة بـ3.5 مليارات يورو في 2026، ثم 3 مليارات أخرى في 2027، ليصل إجمالي الميزانية الدفاعية إلى نحو 64 مليار يورو، أي ما يقارب مضاعفتها خلال عشر سنوات من ولايتيه الرئاسيتين.