عاد الجراح البريطاني خالد دواس، رئيس قسم جراحة المريء والمعدة في مستشفيات كلية لندن الجامعية (University College London Hospitals)، مؤخراً من قطاع غزة واصفاً الوضع هناك بأنه يشبه « طب العصور الوسطى ». وأوضح دواس لوكالة الصحافة الفرنسية أن الطواقم الطبية في غزة تعمل في ظروف قاسية للغاية، مع نقص شديد في الإمدادات الطبية وانقطاع متكرر للكهرباء، مما يترك المرضى في حالة يرثى لها، ممددين على الأرض بدون أي رعاية مناسبة.
خلال فترة أسبوعين قضاها في القطاع، أشار دواس إلى الضغط الشديد الذي يعانيه الجراحون في المستشفيات الفلسطينية، حيث يتعاملون مع أعداد هائلة من المرضى الذين يموتون يومياً، بالإضافة إلى الجثث المتكدسة. وذكر أنه بحلول أبريل/نيسان الماضي، كان الطاقم الطبي في غزة يشهد مواقف لا يمكن لأي إنسان تحملها. وأضاف أن العاملين الطبيين يواصلون العمل تحت ظروف صعبة، ولكن يمكن رؤية تأثير العبء الشديد على صحتهم النفسية والجسدية.
أعرب دواس، الذي يبلغ من العمر 54 عاماً، عن قلقه من أن العديد من الجرحى أو المرضى في غزة يحاولون تجنب المستشفيات، خوفاً من التهابات الجروح نتيجة الظروف غير الصحية. وأكد أنه يشعر بالذنب لمغادرته غزة والعودة إلى عمله المعتاد في بريطانيا، وأعرب عن نيته العودة إلى القطاع مرة أخرى.
وأشار الجراح إلى أنه يأمل في أن يكون هناك وقف لإطلاق النار عندما يعود إلى غزة، موضحاً أن متابعة التطورات هناك أثناء وجوده في القطاع أمر لا يمكن تحمله. وأضاف أنه يصبح أصعب بكثير عندما يغادر ويبدأ بالتفكير في ما شاهده وسمعه، متسائلاً كيف يمكن لأشخاص أن يبقوا على قيد الحياة في مثل هذه الظروف لفترة طويلة.


