تواجه تجارة السلع العالمية صدمة جديدة نتيجة لهجمات جماعة الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، مما يثير مخاوف من عودة التضخم. رغم عدم وجود ارتفاع ملحوظ في التضخم حتى الآن، فإن استمرار التعقيدات لفترة طويلة قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الشحن والضغط التصاعدي على التضخم.
اقتصاديون في شركة نومورا المالية أشاروا إلى أن الأسواق تقلل من خطورة ارتفاع أسعار الشحن، وأن نماذجهم تشير إلى إمكانية وجود ضغط تصاعدي كبير على التضخم. هذا الوضع يشكل تحديًا كبيرًا للبنوك المركزية التي بدأت أو تستعد لخفض أسعار الفائدة، حيث أن أي ارتفاع في تضخم أسعار المستهلك سيؤثر سلبًا على سياساتهم.
الهجمات الحوثية تستهدف السفن المتجهة إلى إسرائيل كجزء من رد فعل على الحرب في قطاع غزة، لكن نطاق الاستهداف توسع ليشمل سفن دول شكلت تحالفًا ضد الجماعة، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.
أسون ستار، نائب رئيس العمليات في شركة غلوب إليكتريك، أكد على أهمية وجود خطط احتياطية لمواجهة عدم الاستقرار في الأوضاع اللوجستية، مشيرًا إلى هشاشة التجارة العالمية وضرورة الاستعداد للتغييرات المفاجئة.
الهجمات المستمرة لمدة 6 أشهر على السفن في البحر الأحمر أبرزت هشاشة التجارة العالمية، وعلى الرغم من أن الاضطرابات لم تصل إلى مستويات الجائحة، فإن المستوردين يحذرون من ضرورة تمرير التكاليف إلى المستهلكين، مما يشكل حافزًا آخر لتقريب الإنتاج من نقاط البيع.
غريغ ديفيدسون، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة لالو، أشار إلى أن أسعار شحن الحاويات قد ترتفع مجددًا إلى مستويات تصل إلى 20 ألف دولار، مما سيسبب تضخمًا على كمية معينة من البضائع. وتزايدت بالفعل الضغوط التسعيرية مع ارتفاع أسعار المنتجين في الولايات المتحدة.
تجار الجملة وتجار التجزئة في الولايات المتحدة وأوروبا يسارعون لزيادة المخزون قبل مواسم التسوق، مع تهديد بفرض رسوم جمركية أعلى على الواردات الصينية. ستيفن لامار، رئيس الجمعية الأميركية للملابس والأحذية، أكد على فهم أفضل للمشكلة التي لا تزال تواجههم، مشيرًا إلى أن الإدارة والتعامل معها ما زال صعبًا.
الشركات الأوروبية، القريبة من البحر الأحمر، تشعر بتأثيرات كبيرة. شركة دي إف إس فرنتشر في المملكة المتحدة أصدرت تحذيرًا بشأن الأرباح، مشيرة إلى زيادة تكاليف الشحن وتأخر التسليم. فريدريك دالبورغ، رئيس شركة “أد لايف إيه بي” في ستوكهولم، أشار إلى العمل مع الموردين على الأعمال المتراكمة ومراكمة مخزونات احتياطية في بعض الحالات.
ومع ذلك، هناك دلائل تشير إلى أن أزمة الشحن الأخيرة قد تكون قريبة من الذروة، مما قد يخفف من بعض الضغوط الاقتصادية الناجمة عن الاضطرابات في البحر الأحمر.