قدم طبيب عسكري إسرائيلي شهادة صادمة حول أوضاع الأسرى الفلسطينيين المرضى في معتقل سدي تيمان الصحراوي، الواقع جنوب إسرائيل، والمعروف بظروفه السيئة. نشر الشهادة، التي نقلتها صحيفة « هآرتس » الإسرائيلية، تفاصيل عن الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأسرى هناك.
وأشار الطبيب إلى أنه خدم في المرفق الطبي داخل المعتقل خلال فصل الشتاء، ووصف مشاهد مروعة للمرضى الذين كانوا جميعهم مقيدين إلى أسرّة فولاذية قديمة ومعصوبي الأعين. وبينهم، كان هناك من وصل حديثًا بعد عمليات جراحية كبرى أو إصابات بالرصاص، ولكنهم نقلوا مباشرة إلى المعتقل دون الرعاية الطبية اللازمة. ووصف ظروف الاحتجاز بأنها لا تقل عن التعذيب، حيث يُحتجز المرضى عراة ومقيدين ومعصوبي الأعين في خيام بالصحراء.
وأضاف الطبيب أنه شعر بالإحباط لعدم قدرته على النظر في عيون الأسرى أو التعامل معهم كمرضى حقيقيين، معترفًا بأن البيئة في المعتقل ساهمت في تطبيعه مع القسوة، حتى أنه لم يشعر بالاضطراب من هذه الظروف القاسية أثناء خدمته هناك.
وتحدث عن صعوبة التعامل مع ما رآه هناك بعد خروجه من المعتقل، مشيرًا إلى أن التجربة كانت صادمة لدرجة أنه أدرك فيما بعد أنه كان يتجاهل قسوة ما كان يحدث أو يتكيف معه بشكل غير إنساني.
هذه الشهادة تسلط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي تحدث في معتقل سدي تيمان، الذي سبق أن طالبت خمس مؤسسات حقوقية إسرائيلية بإغلاقه فورًا نظرًا لسوء المعاملة التي يتعرض لها المعتقلون فيه.


