رغم كل الإتفاقات التي جمعت المغرب بجارته الشمالية إسبانيا ، يبدو أن تخوف السلطات المركزية الإسبانية من تفكير المغرب في الإقدام على المطالبة باسترجاع الجزر المحتلة المحاذية للسواحل المغربية في شرق وشمال المملكة بدأت تجلياته أكثر وضوحا في السنوات الأخيرة من سابقاتها؛ فبعد أن نبه باحثون إسبان إلى ضعف النفوذ الإسباني على هذه الجزر، رصت السفينة الحربية التابعة للبحرية الإسبانية المعروفة بـ”فورور” زيارات إلى مجموعة من هذه الجزر خلال شهر غشت الحالي ، كما ركزت العديد من المواقع الإلكترونية الإسبانية على الحديث عن هذا الموضوع لاسيما أن الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الإسبانية، أكد أن السفينة المزودة بمجموعة واسعة من أجهزة وأنظمة الاستشعار رست في كل من الجزر الجعفرية قرب شاطئ رأس الماء في إقليم الناظور وصخور “الحوسيما (النكور) وفيليز دي لا غوميرا” قبالة ساحل الحسيمة، مؤكدة أن قائدها اجتمع خلال هذه الرحلة بقادة الجيش المكلفين بالحفاظ على سيادة هذه الصخور التي تعتبرها إسباينا تابعة لها سياسيا و عسكريا و إقليميا
ففي الوقت الحالي يعمل الجيش الإسباني على تحسين ظروف سكن الوحدات التابعة له المكلفة بحراسة هذه الجزر؛ كما أنه قبل أشهر عملت السلطات الإسبانية على إزالة رفات الإسبان المدفونين في مقبرتي “الحوسيما” و”فيليز دي لا غوميرا”، بسبب اهترائها وتعريتها نتيجة الأحوال الجوية في المنطقة، وتجديد أنابيب الماء الصالح للشرب، إلى جانب الاستعداد لهدم أقدم وأشهر برج في صخرة “جزيرة النكور” الآيل للسقوط بفعل الرطوبة .
كما إهتم الجيش بإصلاح نظام الاتصالات في هذه الجزر وهذا عبر تركيب أعمدة التقاط هوائية جديدة، إذ اعتبر الجيش الإسباني أن “ضعف التواصل في هذا المجال يعني تعريض سيادة هذه الأراضي للخطر”