أعلنت مجموعة « زورلو » القابضة للطاقة التركية عن توقيع اتفاقيات لبيع حصصها في ثلاث شركات إسرائيلية، وذلك في ظل احتجاجات شعبية واسعة في تركيا. تمتلك « زورلو » حصة مباشرة تبلغ 42.15% في كل من هذه الشركات وتعمل بشكل خاص في مجال الطاقة الكهربائية. الشركة تمتلك 51% من ثلاث محطات مختلفة لتوليد الكهرباء في إسرائيل، وكانت تخطط لتوسيع إنتاجها ليشمل طاقة الرياح، حيث كان من المتوقع أن تصبح المنتج الرئيسي لأكثر من 7% من الكهرباء في إسرائيل عند انتهاء المشاريع الجديدة.
جاء هذا القرار في إطار استراتيجية الشركة للتركيز على مشاريع التحول الأخضر. أوضح المدير التنفيذي للشركة، سنان أك، أن الشركة تسعى لأن تكون رائدة في التحول نحو الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، تماشياً مع التزاماتها بخفض الكربون. وأشار إلى أن الشركة تعمل على الخروج من عمليات الغاز دون التأثير على المستثمرين، بعد بيع عملياتها في مجال تزويد وتوزيع الغاز في تركيا. وشملت الاتفاقيات بيع حصص « زورلو » في شركات « إيزوتيك »، « سولاد »، و »أدنيت » في إسرائيل، حيث ستنتقل ملكية محطتي « أشدود » و »رامات نيجيف » للطاقة الغازية إلى شركة « إيدلتك المحدودة ».
وجاء قرار البيع في أعقاب حملات شعبية واحتجاجات واسعة في تركيا ضد استمرار علاقات الشركة التجارية مع إسرائيل، خصوصاً في ضوء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. تصدرت دعوات مقاطعة منتجات الشركة منصات التواصل الاجتماعي في تركيا، وشارك النشطاء في مظاهرات ووقفات احتجاجية ضد الشركة، مثل المظاهرة التي نظمت في مركز « زورلو » للتسوق في إسطنبول.
خلال هذه الاحتجاجات، تعرض رئيس الشركة لانتقادات حادة وأسئلة محرجة من طلاب جامعة بهتشه شهير التركية حول دور الشركة في إنتاج الكهرباء التي تستخدمها إسرائيل. قاد هذه الاحتجاجات حراك « ألف شاب لأجل فلسطين » الذي نظم احتجاجات ووقفات على مدى سبعة أشهر في مختلف المدن التركية التي توجد فيها مقرات الشركة.
ورغم أن القرار ببيع الحصص يعد خطوة إيجابية، إلا أن الناشطة بشرى كاراداغ من حراك « ألف شاب لأجل فلسطين » أكدت أنه غير كافٍ. وأشارت إلى وجود شركات أخرى لا تزال خارج عملية البيع، مثل « زورلو إسرائيل المحدودة »، « زي جي سترونغ إنرجي »، و »زادور إنرجي »، بالإضافة إلى محطة « دوراد » لتحويل الغاز الطبيعي التي تنتج الكهرباء مباشرة لوزارة الدفاع الإسرائيلية. أكدت كاراداغ استمرار الاحتجاجات والضغط حتى قطع الشركة كل علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل.
في السياق ذاته، أعلنت وزارة التجارة التركية مطلع مايو/أيار عن تعليق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل، مشددة على أن تركيا لن تتراجع عن قرارها إلا بعد ضمان تدفق غير متقطع وكافٍ للمساعدات الإنسانية إلى غزة. كما حظرت تركيا في أبريل/نيسان الماضي تصدير 54 منتجًا إلى إسرائيل كجزء من الضغط على حكومة الاحتلال لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.


