شارع “جكر” في قطاع غزة يحمل رمزية كبيرة في السياق الفلسطيني، خاصة عند الحديث عن المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل. الاسم “جكر” في اللهجة المحلية يعني العناد والإصرار على موقف معين، وهو ما يطالب به بعض الفلسطينيين أثناء متابعتهم للمفاوضات بين حماس وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، متذكرين بذلك أهمية التمسك بالمواقف وعدم تقديم تنازلات تحت الضغط.
هذا الشارع، الذي أنشأته كتائب عز الدين القسام بعد عدوان 2014، يمتد على طول قطاع غزة بمحاذاة حدود الأراضي المحتلة، ويمثل تحديًا مستمرًا لقوات الاحتلال. بامتداده من معبر رفح جنوبًا إلى بيت حانون شمالًا، أصبح رمزًا لمقاومة الاحتلال والتصدي لمحاولات فرض الواقع على الفلسطينيين.
في إطار المفاوضات، غالبًا ما تضغط الولايات المتحدة على حماس عبر وسطاء، مستغلة تأثيرها الكبير على إسرائيل. ورغم التصريحات التي تفيد بأن إسرائيل قد وافقت على مقترحات معينة، يظهر في كثير من الأحيان أن هذه المفاوضات ما هي إلا محاولة داخلية بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإيجاد حلول تُطرح لاحقًا على حماس.
الموقف الفلسطيني تجاه هذه المفاوضات يتأرجح بين الرغبة في الوصول إلى حلول تضمن حقوقهم وبين الخشية من تقديم تنازلات قد تستغلها إسرائيل لمواصلة سياستها العدوانية. وقد أدت هذه الديناميكية إلى مزيد من التوترات، حيث يشير بعض المحللين إلى أن حماس لم تكن مشاركة فعليًا في جولات المفاوضات الأخيرة، وأن الأمر كان مجرد تفاوض داخلي بين الإدارة الأميركية ونتنياهو.
في هذا السياق، يمثل شارع “جكر” رسالة واضحة إلى الاحتلال: العناد والإصرار على الحقوق لا يمكن التفريط بهما، مهما كانت الضغوط والتحديات.