في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواجه سكان القطاع أوضاعًا إنسانية كارثية تجبرهم على التكيف مع نقص حاد في الاحتياجات الأساسية. يضطر الكثيرون إلى ارتداء الملابس نفسها لعدة أشهر، كما يتشاركون الأحذية بسبب ندرتها.
النساء مثل صفا ياسين تعبر عن معاناتها في عدم القدرة على توفير ملابس مناسبة لطفلتها، حيث لم تتمكن من العثور على ملابس ملائمة للمواليد، ما يضطرها إلى استخدام نفس الملابس لفترة طويلة. وبالمثل، تواجه فاتن جودة صعوبة في العثور على ملابس تناسب نمو طفلها الصغير، مما يجبرها على استخدام ملابس ضيقة وغير مريحة.
أدت الحرب والحصار إلى تدمير غالبية منشآت القطاع الخاص في غزة، بما في ذلك مصانع النسيج التي كانت تشكل جزءًا حيويًا من الاقتصاد المحلي. وأثر ذلك بشكل مباشر على توفر الملابس، مما جعل الحصول على ملابس جديدة أمرًا صعبًا للغاية. بالإضافة إلى ذلك، أدى نقص الوقود إلى توقف المصانع التي كانت لا تزال تعمل، ما زاد من تعقيد الأوضاع.
هذا الوضع المأساوي يعم جميع السكان، بما في ذلك الكبار والصغار، ويشمل النقص في الغذاء والدواء إلى جانب الملابس. يعاني الناس من ارتفاع شديد في الأسعار، وعدم توفر المواد الأساسية مثل الصابون، مما يضطرهم إلى غسل ملابسهم بالماء فقط، أو حتى السير حفاة بسبب عدم توفر الأحذية.
هذه الظروف الصعبة تعكس الواقع المرير الذي يعيشه سكان غزة، في ظل نقص حاد في الاحتياجات الأساسية، واستمرار العدوان والحصار الذي يضاعف من معاناتهم اليومية.


