تشير التطورات الأخيرة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى تعثر كبير في القدرات البرية الروسية، رغم كونها قوة نووية عظمى. إن اختراق أوكرانيا لمنطقة كورسك داخل الأراضي الروسية يعكس ضعف الجيش الروسي في التعامل مع الهجمات البرية المفاجئة، وهو الأمر الذي أثار قلقًا واسعًا في موسكو.
وعلى الرغم من أن روسيا تمتلك ترسانة نووية ضخمة وتعدّ من أقوى الجيوش عالميًا، إلا أن الحرب في أوكرانيا كشفت عن عيوب واضحة في استراتيجياتها العسكرية. وتشمل هذه العيوب التكتيكات غير المناسبة، ضعف التنسيق بين القطعات، وعدم كفاءة النظام اللوجستي. هذا إلى جانب عدم استعداد الضباط للتكيف مع المواقف الطارئة واتخاذ القرارات بشكل مستقل.
تفاقم الوضع مع تزايد الانتقادات الداخلية للجيش الروسي، خاصة من قادة مثل يفغيني بريغوجين ورمضان قديروف، اللذين انتقدا بشدة أداء القيادة العسكرية الروسية. ورغم محاولات روسيا تحسين وضعها العسكري من خلال تغييرات في القيادات، إلا أن « ثغرة كورسك » أظهرت استمرار نقاط الضعف في الدفاعات الروسية.
بالمجمل، يبدو أن هذه العيوب المتأصلة في الجيش الروسي قد ساهمت في تمكين القوات الأوكرانية من تحقيق اختراقات مهمة، مما يشكل تحديًا كبيرًا لموسكو ويعقد من جهودها في إدارة الحرب المستمرة.


