بعد مرور نحو 80 عاماً على نهاية الحرب العالمية الثانية، لا تزال عمليات استخراج رفات جنود ألمان قاتلوا في صفوف الرايخ الثالث تتواصل، ما يعيد إلى الواجهة نقاشات حادة حول كيفية تعامل ألمانيا مع ذاكرتها التاريخية، خاصة في ظل تصاعد الخطاب اليميني المتطرف الداعي إلى إعادة قراءة تلك الحقبة المؤلمة.
في مدينة “مايمـاك” الفرنسية، كشف مقاوم سابق يُدعى إدموند ريفاي، يبلغ من العمر 95 عاماً، خلال لقاء مع قدامى المحاربين عام 2019، عن سر دفين: في يونيو 1944، قام هو ومجموعة من المقاومين بأسر 46 جندياً ألمانياً وامرأة فرنسية مشتبه في تعاونها مع الاحتلال، ثم أعدموهم خوفاً من ردود انتقامية.
بعد هذا الاعتراف، أخطر رئيس بلدية المدينة السلطات الفرنسية ونظيرتها الألمانية. وبعد سنوات من التحقيق وتأجيلات بسبب جائحة كورونا، بدأت عمليات البحث عن الرفات في أغسطس 2023.
وتتكرر اكتشافات مماثلة في دول أوروبية أخرى. ففي بولندا، تم العثور على رفات 120 مدنياً و8 جنود ألمان في مارس 2023 داخل حديقة منزل. أما في أوكرانيا، فقد كُشف عن رفات جنود من “الفيرماخت” خلال عامي 2022 و2023.
تُشرف “هيئة قبور الحرب الألمانية” (Volksbund) على هذه العمليات، بهدف إعادة دفن القتلى في مقابر لائقة، بغضّ النظر عن خلفياتهم، في إطار ما تسميه “ثقافة التذكر”. لكن هذه الجهود، رغم بعدها الإنساني والتاريخي، تثير جدلاً في ألمانيا، خاصة في ظل محاولات اليمين المتطرف تلطيف صورة الماضي النازي.