تعتبر مشكلة السمنة وزيادة الوزن من أخطر المشكلات الصحية التي يعاني منها الكثير من الأطفال والمراهقين، حيث ترتبط باحتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، الكوليسترول، السكري، وآلام المفاصل. يعتبر التعامل مع هذه المشكلة تحديًا للأهل الذين يرغبون في تعزيز ثقة الطفل بنفسه وإشعاره بقبولهم غير المشروط، مما يجعل الحديث عن زيادة الوزن معه أمرا حساسا.
الوزن الزائد والصحة النفسية
تشير الدراسات إلى أن رضا الأطفال عن مظهرهم وثقتهم بذاتهم منذ المراهقة المبكرة يمكن أن يساعد في الحماية من الآثار السلبية لزيادة الوزن على صحتهم العقلية. وعلى الرغم من أهمية الحفاظ على وزن الطفل الصحي، ينبغي ألا يكون ذلك على حساب صحته العقلية أو عبر وصم الوزن الزائد، مما يؤدي إلى تدني الثقة بالذات ويترك آثارا سلبية طويلة الأمد.
مساعدة طفلك على التخلص من الوزن الزائد دون إرهاق نفسي
- تحديد الحاجة لفقدان الوزن:
- قبل البدء في أي برنامج لإنقاص الوزن، يجب زيارة الطبيب لتقييم حالة الطفل. غالبا ما يركز الأطباء على عدم اكتساب المزيد من الوزن بدلاً من فقدانه كي يتمكن الوزن من اللحاق بتزايد الطول المتوقع.
- تعزيز الجانب النفسي:
- الحديث عن الحفاظ على الصحة العامة بدلاً من التركيز المباشر على خفض الوزن يساعد في تجنب وصم الوزن الزائد. يجب أن يكون الهدف تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالقبول.
- أنشطة عائلية صحية:
- التزام العائلة بأكملها بسلوكيات صحية، مثل النزهات التي تتضمن نشاطًا بدنيًا، والتخطيط للوجبات الصحية معًا، يشعر الطفل بأنهم فريق واحد، مما يعزز شعوره بالدعم.
- أهداف يومية صغيرة:
- وضع أهداف يومية صغيرة قابلة للتحقيق، مثل المشي لمدة نصف ساعة يومياً، مع التدرج في زيادة النشاط البدني. إشراك الطفل في أنشطة رياضية غير تنافسية يمكن أن يعزز الثقة بالنفس.
- توفير بدائل صحية:
- توفير بدائل صحية للوجبات الخفيفة، مثل الفواكه والخضروات، وتجنب الأنظمة الغذائية المتطرفة التي قد تؤثر سلبًا على نمو الطفل.
- جودة النوم:
- تأكد من وضع روتين واضح للنوم، يمنع استخدام الشاشات قبل ساعة واحدة على الأقل من موعد النوم، ويشمل جدولا ثابتًا للنوم حتى في أيام العطلة.
التواصل والتشجيع
- التواصل مع الطفل:
- تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره وتفهم الضغوط التي يمر بها. يجب على الأهل أن يظهروا تفهمًا ودعمًا دون إصدار أحكام.
- طلب المساعدة عند الحاجة:
- إذا وصلت الأمور إلى نقطة لا يمكن فيها للأهل مساعدة الطفل بمفردهم، يمكن طلب مساعدة اختصاصي نفسي للمساعدة في إيجاد الجذور العاطفية والنفسية للمشكلة.
الهدف هو مساعدة الطفل على عيش حياة صحية وسعيدة، مع التركيز على الصحة العامة بدلاً من الوزن فقط، مما يعزز من ثقته بنفسه وسعادته.