دعوات لمنع الخيام بعد فاجعة موسم مولاي عبد الله

0
17

لا تزال فاجعة اغتصاب طفل يبلغ من العمر 14 عامًا، خلال موسم مولاي عبد الله أمغار، تثير صدمة كبيرة في منطقة دكالة، وتفتح نقاشًا واسعًا حول أمن وسلامة التظاهرات الشعبية الكبرى في المغرب.

وفي بيان استنكاري شديد اللهجة، أدان شبكة الجمعيات الدكالية غير الحكومية (RADNG) الجريمة التي وصفتها بـ”الشنيعة”، ودعت إلى إعادة تنظيم الموسم بشكل جذري لضمان سلامة الزوار، مع منع المبيت داخل الخيام، التي أصبحت، حسب قولها، بؤرًا للفوضى والانفلات.

جريمة تهز الرأي العام

وقعت الحادثة يوم 14 غشت، داخل خيمتين نُصبتا في فضاء الموسم، حيث تعرض قاصر في وضعية هشاشة شديدة إلى اعتداء جنسي جماعي من طرف مجموعة من الرجال، حسب المعطيات الأولية. الحادث خلف موجة استياء عارم، تجاوزت حدود المنطقة لتهز الرأي العام الوطني والدولي، خاصة وأن الموسم يُفترض أن يكون فضاءً روحانيًا وثقافيًا وتراثيًا.

خلل في التنظيم وغياب للرقابة

شبكة الجمعيات لم تكتفِ بإدانة الجريمة، بل وجهت انتقادات حادة لطريقة تنظيم الموسم، مشيرة إلى خلل بنيوي متكرر كل سنة، من ضمنه: فوضى في تدبير الخيام، نقص كبير في المرافق الصحية، ضعف في الإنارة، اختناق مروري، ضغط على الماء الشروب، وتراكم الأزبال، إلى جانب غياب الشفافية في الاستغلال الاقتصادي والتجاري للموسم.

كما رصدت شهادات لمشاركين في مواسم سابقة سلوكات مخلة بالحياء خلال الليل، ما يعزز المطالبة بمنع المبيت في الخيام.

مطالب بإجراءات صارمة

الـRADNG دعا وزارة الداخلية إلى اتخاذ قرار واضح وصارم بمنع المبيت الليلي داخل الخيام خلال جميع المواسم بالمنطقة، معتبرًا أن هذا الإجراء بات ضروريًا لحماية الأمن العام.

كما طالب بـمعاقبة المتورطين في جريمة الاغتصاب بأقصى العقوبات، واقترح إنشاء وسيط خاص بالأطفال تحت إشراف وسيط المملكة، يتيح للأطفال ضحايا العنف إمكانية التبليغ الآمن والرقمي عن الانتهاكات، في حال تعذر اللجوء المباشر إلى السلطات.

دعم للضحية وانتقاد للاستغلال السياسي

البيان نوه بتدخل المرصد الوطني لحقوق الطفل، بتعليمات من الأميرة لالة مريم، لمواكبة الضحية نفسيًا. كما عبر عن تضامن مطلق مع الطفل وأسرته، مطالبًا بتوفير دعم طويل الأمد ومناسب لهم.

في المقابل، استنكر ما وصفه بـ”الممارسات السياسوية” و”الحملات الانتخابية المبكرة” التي تم رصدها خلال الموسم، معتبرا ذلك تشويهًا لروح التظاهرة.

دعوة إلى الشفافية والإصلاح

وختمت الشبكة بيانها بمطالبة جماعة مولاي عبد الله بتقديم تقرير مفصل وشفاف حول مداخيل الموسم وكيفية صرفها، مع التأكيد على ضرورة القيام بإصلاح شامل وهيكلي للتنظيم، بما يحفظ كرامة الزوار، ويعزز الأمن، ويصون التراث اللامادي لدكالة.

وشددت على أن موسم مولاي عبد الله أمغار يجب أن يبقى فضاءً روحانيًا وثقافيًا، لا مجال فيه للانحراف، الجريمة، والتحرش، خاصة خلال فترات الليل.

هذا الحدث الأليم، ورغم طابعه الصادم، يشكل ناقوس خطر يدعو إلى مراجعة جادة لأمن التظاهرات الكبرى، لحماية الأطفال وضمان حقوقهم في الفضاء العام.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا