32.8 C
Marrakech
mercredi, octobre 8, 2025
spot_img

ذات صلة

جمع

ارتفاع أسعار النفط رغم وفرة الإمدادات بسبب مخاوف العقوبات على روسيا

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا خلال تعاملات الأربعاء، مدفوعة بتراجع...

فرنسا: 6 ملايين أجنبي يقيمون في البلاد عام 2024

كشفت تقديرات جديدة صادرة عن المعهد الوطني للإحصاء والدراسات...

المغرب يرفع عدد منح الدراسة المقدمة للطلاب التشاديين

أعلن السفير المغربي في نجامينا، عبد اللطيف الروجة، أن...

بريتاني: جمعية تحذر من تلوث الشواطئ بالبكتيريا خلال فصل الشتاء

كشفت جمعية "المياه والأنهار في بريتاني" عن استمرار تلوث...

المغرب يحتل المرتبة الخامسة بين أكبر اقتصادات أفريقيا في 2025

تُظهر بيانات حديثة صادرة عن منصة "ستاتيستا" المتخصصة أن...

دروج الحافة بزرهون

زرهون هي مدينة التاريخ ومدينة الجغرافيا، من المدن القلائل التي تتمازج فيها الظاهرتين بشكل جميل، كلما استهواك منظر جميل ك »الدكانة »، لمح بصرك الصومعة الدائرية للسنتيسي، وكلما سرقت النظر إلى باب القصبة بهندستها العريقة، ظهر لك جبل باب الرميلة واقفا مواكبا سكون المدينة، هذا بذاك، صورة طبيعية جذابة تقابلها معلمة تاريخية شامخة.
زرهون لا تحب أن نزورها على عجل، دروبها الضيقة ومسالكها الملتوية وكأنها ترغم الزائر على الترجل احتراما للتاريخ ومشدوها أمام الجغرافيا.
زرهون لا تزار إلا مشيا، فهي تمتنع عن منحك أسرارها إن لم تتنازل عن كبريائك، وتنزل من برج سيارتك الجميلة.
زرهون تحب أن تلمس زوارها، تشتم رائحتهم، تستمع لحديثهم وتتقاسم معهم جمال اللحظة وروعة اللقاء.
« للايطو »، « بن يازغة »، « تازكة »، « سيدي محمد بن قاسم »، « عين الرجال »، « المعراض »، « دار الجديدة »، « الخطاطبة »، « لقليعة »، « باب القصبة » ، « سيدي عبد الله الحجام ».. ليست أحياءا لزرهون فقط، بل هي نمط عيش، و ثقافة شعبية غنية و علاقات إنسانية متفردة.
زرهون جغرافيا من قسمين، السوق وخيبر وبينهما « قنطرة » تسمى « دروج الحافة »، آه منك يا دروج الحافة، تتمنعين على الناس حتى أصبح صعودك تحديا يتفاخر به الزائرون، أنا صعدت دروج الحافة درجة درجة يقول هذا بأنفة، و أنا لم أستطع وفضلت اكتشافها نزولا يقول ذاك. دروج الحافة هي 160 درجة أو يزيد، تبدأ بنهاية حي الحفرة و تنتهي بمنظر جميل قرب سيدي عبد الله الحجام.
صعود دروج الحافة هو اربع مراحل و خاتمة:

  • المرحلة الأولي هي مرحلة التهور، تبدأ الصعود واثقا من نفسك، مقتنعا بقدراتك غير مكترث بالصعوبات، قد تستمر على هذا الحال من أربعين درجة إلى الستين منها على أكبر تقدير.
  • المرحلة الثانية هي مرحلة التحدي، مرحلة ينسحب فيها كل من لم يهتم بجسده من قبل، كل من فظل البراري على صعود الجبال و كل من أخذ منه الدهر ماخذا، فيما أنت تدخل في مرحلة المقارنات، تفرح و أنت تسبق شابا أصغر منك، تتحمس للحاق بامرأة تسبقك، تتعجب من شيخ يأخذ الأدراج درجة درجة دون كلل أو ملل، يبقى الحال على هذا الحال حتى الدرج المائة أو أكثر بقليل.
  • المرحلة الثالثة هي مرحلة المناجاة، في هذه المرحلة يقل الكلام، يبدأ التنفس في الإنحباس، تحس بالخطوات ثقالا و تشرد في عالمك الخاص، تتذكر الأيام الجميلة و تفكر فيما سيأتي منها، تنظر إلى الوراء من حين لحين وكأنك تبحث في ماضيك عن موارد لمستقبلك.
  • المرحلة الرابعة هي مرحلة التحمل، مضى الكثير ولم يبقى إلا القليل، تفكر في التخلي ولا تريد الهزيمة، تحس بالعياء و تفكر في فرح النهاية، تود لو لم تركب التحدي و تتحمس للمواصلة.
  • المرحلة الأخيرة هي مرحلة الفرح، تقطع الطريق، تحس بروعة النصر، تتلقى التهاني، تنظر إلى المتأخرين ، تقيم المسار، تحتفي بألاداء والأهم تستمتع بمنظر جميل لحي تازكة و الضريح و الموقع الأثري وليلي و براري منطقة خمان.
spot_img