تحليل الصراع المتصاعد بين حزب الله وإسرائيل يكشف عن تعقيدات إقليمية ودولية خطيرة تتفاقم مع مرور الوقت. بدأ حزب الله بالتورط في حرب 7 أكتوبر/تشرين الأول كجزء من استراتيجيته لإرهاق إسرائيل عسكريًا وخلق جبهة ضغط إضافية، في محاولة لدعم الفلسطينيين وإجبار إسرائيل على وقف عملياتها في غزة. ومع مرور الوقت، تحوّل هذا الانخراط إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، مع تصاعد المخاطر واحتمالية الانزلاق إلى مواجهة واسعة النطاق.
ما يزيد من خطورة الوضع هو تدهور قدرة الولايات المتحدة على ضبط إيقاع الصراع في المنطقة، خاصة في ظل انشغالها بالانتخابات الرئاسية، مما يزيد من جرأة نتنياهو في تصعيد المواجهة مع إيران وحزب الله. وبالتالي، تجد إيران وحزب الله نفسيهما في موقف حساس، حيث يتعين عليهما تحقيق توازن بين الردع واستمرار الحرب النفسية، وفي الوقت نفسه تجنب الانزلاق إلى حرب شاملة مع إسرائيل.
تصاعد التوترات والهجمات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل يزيد من احتمالية اندلاع حرب واسعة، خصوصًا في ظل رغبة الطرفين في تجنب إظهار ضعف قد يستغله الآخر. بالنسبة لحزب الله، الخيار الأقل ضررًا قد يكون التعايش مع حالة الاستنزاف الحالية، لكن استمرار اغتيالات القادة مثل فؤاد شُكر قد يجبر الحزب على استعراض قوته بشكل أكبر، مما قد يدفع بالموقف نحو مواجهة مباشرة.
إجمالًا، يبدو أن حزب الله يدرك جيدًا أن أي تردد في الرد سيُفسَّر على أنه ضعف، مما قد يشجع إسرائيل على مزيد من التصعيد. ومع ذلك، يدرك نتنياهو وحكومته أن أي حرب واسعة مع حزب الله ستكون مكلفة جدًا، ليس فقط من ناحية الخسائر البشرية والدمار، ولكن أيضًا من ناحية التأثيرات الإقليمية والدولية. لذلك، تبقى الجهود الدبلوماسية، على الرغم من ضيق أفقها، الخيار الأفضل لنزع فتيل هذا التصعيد المتسارع.