الصين تستخدم استراتيجيات سيبرانية متقدمة كجزء من سياستها لممارسة الضغط على تايوان دون الحاجة إلى اللجوء إلى المواجهة العسكرية المباشرة. يتمثل الهدف الأساسي من هذه الاستراتيجيات في إضعاف موقف تايوان داخليًا وخارجيًا، وجمع المعلومات الاستخباراتية، وتعزيز الهيمنة الصينية في مجال التكنولوجيا وصناعة أشباه الموصلات.
الاستراتيجيات السيبرانية الصينية ضد تايوان:
- التجسس والاختراق: الصين تستهدف المؤسسات الحكومية والأحزاب السياسية في تايوان عبر هجمات سيبرانية متكررة. الهجمات تشمل قرصنة البريد الإلكتروني للمسؤولين السياسيين، واختراق شبكات المؤسسات العسكرية، وجمع معلومات حساسة حول سياسات تايوان وعلاقاتها الدولية.
- تأثير العمليات الانتخابية: تركز الصين على التأثير على الانتخابات التايوانية من خلال هجمات سيبرانية تستهدف الأحزاب السياسية والأفراد المرتبطين بها، بهدف تقويض نزاهة العملية السياسية وزرع الشكوك بين المواطنين حول قدرتهم على اتخاذ قرارات مستقلة.
- استهداف صناعة أشباه الموصلات: تعتبر صناعة أشباه الموصلات التايوانية من بين الأهداف الاستراتيجية الهامة بالنسبة للصين، نظرًا لأهمية هذه الصناعة في الاقتصاد العالمي. الهجمات السيبرانية تستهدف سرقة الملكية الفكرية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال، مما يعزز قدرة الصين التنافسية ويقلل من الهيمنة التايوانية.
- التأثير على الولايات المتحدة: الصين تسعى أيضًا إلى إضعاف العلاقة بين الولايات المتحدة وتايوان من خلال حملات تأثير وسيبرانية تهدف إلى تشويه سمعة القيادة الأميركية وتعطيل القدرة الأميركية على دعم تايوان في حالة حدوث نزاع.
- تعزيز القدرات العسكرية: الصين تستثمر في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني لتعزيز قدراتها العسكرية، بما في ذلك في مجال الاستطلاع والحرب الإلكترونية. هذا الاستثمار يهدف إلى سد الفجوة بين الجيش الصيني والجيش الأميركي وتعزيز فعالية استراتيجياتها الحربية غير المتماثلة.
تستخدم الصين هذه الاستراتيجيات كجزء من سياسة شاملة تهدف إلى تحقيق أهدافها الجيوسياسية والاقتصادية في ظل تعزيز نفوذها على الساحة الدولية، والضغط على تايوان للانصياع لمطالب بكين دون الحاجة إلى تدخل عسكري مباشر.


