تحت شمس حارقة وإجراءات أمنية مشددة، انطلقت مناسك حج 2025 في مكة المكرمة بمشاركة أكثر من 1,4 مليون حاج من مختلف دول العالم. تميز هذا الموسم بدرجات حرارة مرتفعة تجاوزت 40 درجة مئوية، ما استدعى استعدادات استثنائية من السلطات السعودية لضمان أمن وسلامة الحجاج.
خصصت المملكة أكثر من 250 ألف موظف لتأمين التنظيم، إضافة إلى التنسيق بين 40 جهة حكومية، مع توفير مناطق مظللة جديدة بمساحة 50 ألف متر مربع، وآلاف الفرق الطبية، و400 وحدة تبريد، بالإضافة إلى ممرات مكيفة، بينها ممر جديد بطول 4 كلم يصل إلى جبل عرفات. كما عززت السلطات قدرات المسجد الحرام بأكبر نظام تكييف في العالم، مع تنقية الهواء وتجديده 9 مرات يوميًا.
من جهة أخرى، استعانت المملكة بتكنولوجيا متطورة، أبرزها الطائرات المسيرة (الدرونز) لتتبع حركة الحشود وتحليلها، إلى جانب أنظمة التعرف على الوجه وتحديد المواقع لتسريع الاستجابة في حالات الطوارئ. كما استُخدمت تطبيقات ذكية مثل “Smart Hajj” لتوجيه الحجاج وتقديم الإرشادات والمعلومات الأمنية في الوقت الحقيقي.
وفي إطار مكافحة الحج غير النظامي، شددت وزارة الداخلية على منع دخول الحجاج بدون تصريح، مع فرض غرامات تصل إلى 20 ألف ريال سعودي، أو الترحيل والمنع من دخول المملكة لعشر سنوات في حالة المخالفين من المقيمين.
ورغم كون الحج فريضة روحية في المقام الأول، إلا أنه يشكل أيضًا ركيزة اقتصادية للمملكة، حيث وصلت العائدات الإجمالية للحج والعمرة سنة 2024 إلى ما يفوق 171 مليار دولار. ويطمح برنامج “رؤية 2030” إلى رفع عدد معتمري العمرة إلى 30 مليونًا سنويًا، وزيادة العائدات السياحية إلى 343 مليار دولار بحلول 2034.