تقدم دراسة حديثة نشرت في مجلة “نيتشر” لمحة جديدة عن كوكب غريب يُدعى “واسب-39 ب”، الذي يدور حول نجم مشابه للشمس على بعد حوالي 7 آلاف تريليون كيلومتر من مجموعتنا الشمسية. اكتشف العلماء تفاصيل مذهلة حول هذا الكوكب باستخدام تلسكوب “جيمس ويب”، والذي يمكنه إجراء ملاحظات دقيقة للغاية في نطاق الأشعة تحت الحمراء القريبة.
خصائص كوكب “واسب-39 ب”:
- المدار المقفل مدّي: مثل القمر الذي يواجه الأرض دائمًا بنفس الجانب، فإن “واسب-39 ب” يعرض جانبًا واحدًا دائمًا نحو نجمه، مما يعني أن أحد جانبيه يشهد نهارًا دائمًا، بينما يشهد الجانب الآخر ليلًا دائمًا.
- الفرق في درجات الحرارة: أظهرت الفحوص أن الفرق بين درجة حرارة الجانب النهاري والجانب الليلي هو 200 درجة مئوية، حيث تصل حرارة الجانب الليلي إلى 800 درجة مئوية، بينما الجانب النهاري تصل حرارته إلى 600 درجة مئوية. هذا الفارق غير المتوقع يمكن تفسيره بحركة الرياح بين الجانبين، حيث تنقل الرياح الساخنة من النهار إلى الليل والعكس بالعكس.
- الغلاف الجوي: يحتوي الكوكب على غلاف جوي منتفخ يتضمن غازات مثل ثاني أكسيد الكربون، ثاني أكسيد الكبريت، بخار الماء، والصوديوم. كما تبين أن الجانب النهاري يحتوي على غطاء سحابي مختلف من الجانب الليلي، مع احتمالية وجود عدد أكبر من الغيوم على الجانب النهاري.
- الحجم والكتلة: “واسب-39 ب” هو كوكب عملاق أكبر من المشتري بثلث حجمه، لكن كتلته مماثلة لكوكب زحل.
كيفية دراسة الكوكب:
- طريقة العبور: يستخدم العلماء طريقة العبور لدراسة الكواكب البعيدة، حيث يقيسون التغيرات في كمية الضوء القادمة من النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذه التغيرات تساعد في تحديد مدار الكوكب وحجمه وخصائصه.
- التحليل الطيفي: يتعرف العلماء على مكونات الغلاف الجوي للكوكب من خلال تحليل الضوء الذي يمر عبره. الطيف الضوئي يمكن أن يظهر “بصمات” للمواد الكيميائية، مما يسمح بتحديد عناصر مثل الماء أو ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
أهمية تلسكوب “جيمس ويب”:
تلسكوب “جيمس ويب” يوفر دقة غير مسبوقة في قياس الطيف، مما يمكن العلماء من فحص الغلاف الجوي لـ”واسب-39 ب” بشكل دقيق وتفصيلي، مما يعزز فهمنا للكواكب البعيدة وتكويناتها.