تسعى الشركاء الغربيين لجمهورية أفريقيا الوسطى، وعلى رأسهم فرنسا والولايات المتحدة، إلى إعادة العلاقات مع الدولة الأفريقية بهدف تهميش « مجموعة فاغنر » الروسية، التي أعادت تسمية نفسها « الفيلق الأفريقي ». وفقًا لمجلة « جون أفريك » الفرنسية، بدأ مرتزقة مجموعة فاغنر في الاختفاء بشكل تدريجي، والتصرف بحذر في الأماكن العامة بالعاصمة بانغي.
جهود فرنسا
قامت فرنسا بخطوات ملموسة لإعادة بناء العلاقات مع أفريقيا الوسطى. زار رئيس أفريقيا الوسطى فوستين آرشانج تواديرا باريس مرتين في سبتمبر 2023 وأبريل 2024، وأسفرت هذه الزيارات عن إعلان باريس إلغاء تجميد مساعداتها المالية. كما كثفت البعثة الدبلوماسية الفرنسية في بانغي جهودها للمصالحة، وقام السفير الفرنسي برونو فوشيه بزيارة مدينة بيسا في مايو 2024 لبدء أعمال بناء مساكن لقوات الأمن في المنطقة. في يونيو 2024، مولت السفارة الفرنسية مشروع « الوصول إلى العدالة للجميع » بحوالي 24 مليون دولار، ودعت المعارضة في أفريقيا الوسطى إلى التخلي عن تهديداتها بمقاطعة الانتخابات المحلية المقبلة.
دور الاتحاد الأوروبي
استطاع الاتحاد الأوروبي، تحت قيادة ممثله في بانغي دوغلاس كاربنتر، تثبيت استقرار علاقاته مع سلطات أفريقيا الوسطى، وبدأ بتمويل الانتخابات المقبلة بمنح حوالي 2.2 مليون دولار لتحديث الملفات الانتخابية في مايو 2024. وأعربت سلطات بانغي عن رضاها، واستأنف الاتحاد الأوروبي العديد من الإجراءات التي أوقفها سابقًا بسبب نقص التمويل. ومن الواضح أن الاتحاد الأوروبي يريد أن يجعل من جمهورية أفريقيا الوسطى أولوية مرة أخرى، حيث وصل العديد من المسؤولين من بعثة الاتحاد الأوروبي لبناء القدرات والبعثة المدنية الأوروبية في النيجر (التي طردتها السلطات الجديدة في نيامي) إلى جمهورية أفريقيا الوسطى في إطار بعثات الاتحاد الأوروبي التدريبية.
المبادرات الأمريكية
تزيد الولايات المتحدة أيضًا من مبادرات حسن النية، مركزة على الجوانب الاجتماعية والثقافية، فضلاً عن تمويل مشاريع التنمية، مع رغبة معلنة بوضوح في فصل بانغي عن موسكو. تستهدف هذه الجهود تعزيز العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وأفريقيا الوسطى من خلال مشروعات تنموية وثقافية تسهم في تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
تحليل شامل
تتجه الجهود الغربية نحو تهميش النفوذ الروسي في جمهورية أفريقيا الوسطى من خلال بناء شراكات قوية مع الحكومة المحلية وتعزيز الدعم المالي والسياسي. يسعى الشركاء الغربيون لتوفير بيئة انتخابية مستقرة وتمويل المشاريع التنموية، مما يعزز من الاستقرار الداخلي ويقلل من الاعتماد على مجموعة فاغنر. هذه الاستراتيجيات تُظهر تصميم الغرب على إعادة توجيه نفوذ أفريقيا الوسطى بعيدًا عن موسكو وتحقيق مصالحهم الجيوسياسية في المنطقة.


