وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رسالة قوية إلى المشاركين في الدورة 82 لمعهد القانون الدولي، التي انطلقت أشغالها يوم الأحد بمقر أكاديمية المملكة المغربية في الرباط.
وفي هذه الرسالة، التي تلاها الأستاذ محمد بنونة، رئيس المعهد، أعرب جلالة الملك عن اعتزازه باحتضان المغرب لهذا الحدث البارز، مشيرًا إلى أن آخر دورة للمعهد على أرض إفريقية تعود لسنة 1987 بالقاهرة، وهو ما يبرز أهمية هذه الاستضافة اليوم.
تحولات عالمية تُضعف القانون الدولي
أكد جلالة الملك أن العالم يعيش تغيرات سريعة، تفقد فيه التحالفات توازنها، وتُطرح فيه تساؤلات حول النظام الدولي، مما يجعل القانون الدولي في موقف صعب. وشدد على أن هذه التحولات تتطلب من معهد القانون الدولي مواصلة أداء دوره في الدفاع عن المبادئ القانونية العالمية.
أزمات شاملة وتحديات جديدة
وتوقف جلالة الملك عند موضوع الأوبئة الذي يندرج ضمن جدول أعمال الدورة، مؤكدًا أن هذه الأزمات العالمية لا تقتصر على الصحة، بل تهز المبادئ التي يقوم عليها النظام الدولي، وتكشف عن نقاط ضعفه، مما يستدعي إعادة التفكير في بنية القانون الدولي.
الدبلوماسية المغربية قائمة على الشرعية والتعاون
وأوضح جلالة الملك أن المملكة المغربية تعتمد في سياستها الخارجية على الاحترام الكامل للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشددًا على أن « لا نظام مستقر بدون قواعد »، وأن التعاون بين الدول ضرورة لمواجهة التحديات المشتركة، وليس مجرد توازنات سياسية.
رسالة أمل من الرباط إلى العالم
في ختام رسالته، نوه جلالة الملك بانفتاح معهد القانون الدولي على التنوع الثقافي والتعدد، وعبّر عن أمله في أن تكون دورة الرباط منطلقًا لفكر قانوني جديد يعيد للقانون الدولي مكانته كمرجع أساسي، قائلاً:
« ليكن القانون الدولي ليس حلما بعيدًا، بل منارة تنير الطريق في عالم مليء بالضباب. »