أحالت الفرقة الاقتصادية والمالية الثانية بمدينة فاس شخصًا من ذوي السوابق القضائية على أنظار النيابة العامة، وذلك على خلفية تورطه في شبكة إجرامية متخصصة في النصب الإلكتروني واستغلال الهويات الشخصية لإنشاء حسابات مالية مشبوهة على منصات دولية مثل « بايبال » (PayPal) و »باينانس » (Binance).
المعني بالأمر يواجه تُهَمًا ثقيلة تتعلق بـ »المشاركة في النصب » و »تسليم وثائق إدارية لأشخاص لا حق لهم فيها« ، وذلك بعد استماع مفصل لأقواله من طرف المصالح الأمنية.
أكثر من 100 هوية مستغلة دون علم أصحابها
تشير التحقيقات إلى أن المتهم استغل عمله السابق كمندوب مبيعات لشرائح الاتصال بشركة متعاقدة مع « اتصالات المغرب »، حيث قام بنسخ بطائق التعريف الوطنية للزبائن دون علمهم، ثم باع هذه المعطيات لشركاء في الشبكة الإجرامية.
وقد استُخدمت هذه الهويات لإنشاء أكثر من 100 حساب مالي إلكتروني تم من خلالها تحويل واستقبال مبالغ مالية كبيرة بالعملات الأجنبية، ما يثير شبهات حول ارتباط الشبكة بجهات إجرامية خارج المغرب.
نشاط منظم وخطر متصاعد
المتهم أقرّ خلال التحقيق التمهيدي بأنه كان على علم باستخدام بطائق الهوية التي باعها، وأن الهدف منها كان تنفيذ عمليات نصب واحتيال رقمية.
وتعتقد الأجهزة الأمنية أن الشبكة كانت تنشط بشكل منظم، مستغلة الثغرات في التعامل مع البيانات الشخصية، ما يُنذر بخطورة هذا النوع من الجرائم الرقمية المتزايدة.
محاكمة مرتقبة ومتابعة أمنية دقيقة
من المرتقب أن تبدأ محاكمة المتهم أمام غرفة الجنح التلبسية بالمحكمة الابتدائية بفاس بتاريخ 22 أكتوبر الجاري، في حين تواصل السلطات تحقيقاتها لكشف باقي المتورطين المحتملين.
وتسلط هذه القضية الضوء على تزايد خطر الجريمة الإلكترونية في المغرب، وتؤكد على ضرورة توخي الحذر الشديد عند تقديم الوثائق الشخصية، خاصة في المعاملات التجارية والرقمية.

