تشهد أسعار المواد الغذائية على الصعيد العالمي ارتفاعات حادة، نتيجة للتغيرات المناخية المتطرفة التي باتت أكثر تواتراً وتأثيراً على الإنتاج الزراعي.
في فيتنام، تضاعف سعر قهوة “روبوستا” بنسبة 100% ما بين يناير ويوليو 2024، بسبب موجة حر شديدة. وفي دول مثل الهند والبرازيل، يُتوقع تراجع كبير في إنتاج الموز، وهو رابع أهم محصول غذائي عالمياً، وفق دراسة لمنظمة “كريستيان إيد”.
دراسة حديثة لمركز “برشلونة سوبركمبيوتر” كشفت أن الظواهر المناخية مثل الجفاف والفيضانات ساهمت في ارتفاع أسعار سلع عديدة، منها البطاطس في بريطانيا، البصل في الهند، والقهوة في البرازيل. كما سجل زيت الزيتون في أوروبا زيادة بـ50% بعد موجات جفاف في إيطاليا وإسبانيا.
وترتّب على هذه الزيادات آثار اجتماعية واقتصادية خطيرة، أبرزها تفاقم سوء التغذية وارتفاع معدلات الأمراض، خصوصاً في الدول ذات الدخل المحدود.
الخبراء يُحذرون من استمرار هذا الاتجاه إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة للتخفيف من آثار التغير المناخي، خصوصاً أن هذا الارتفاع في أسعار الغذاء يؤثر على السياسات النقدية ويزيد من التضخم، مما يهدد الاستقرار الاجتماعي في عدة مناطق من العالم.
التحديات المناخية تفرض اليوم ضرورة حتمية لإعادة التفكير في سياسات الأمن الغذائي، وتوجيه الاستثمارات نحو الزراعة المستدامة، قبل أن تصبح الأزمات الغذائية أكثر تكراراً وأصعب في التنبؤ بها.