ارتفاع استخدام الدراجات الكهربائية في المدن المغربية يعكس تحولًا في نمط التنقل اليومي لدى المواطنين، حيث أصبحت هذه الدراجات وسيلة مفضلة ليس فقط للتنقل الوظيفي ولكن أيضًا للتنزه والاستمتاع بالأماكن العامة. هذا الاتجاه المتزايد دفع العديد من الشباب إلى استغلال الفرصة الاقتصادية التي توفرها « التروتينيت » من خلال فتح محلات لصيانتها وتركيبها، وتطوير تطبيقات رقمية تربط بين مؤجريها والمستأجرين.
أحد هؤلاء الرواد، عماد الفشتالي، أطلق تطبيقًا لكراء الدراجات الكهربائية بهدف مواكبة الطلب المتزايد على هذه الخدمة. التطبيق يسهل عملية حجز الدراجات ويتيح للمستخدمين فرصة العثور على دراجة للإيجار بسرعة ودون الحاجة للبحث الطويل. ووفقًا للفشتالي، يُمكن للتطبيق أن يكون مصدر دخل محترم للشباب، خاصة أولئك الذين ينتمون لأسر ذات دخل محدود، حيث يُمكن للشباب تحقيق دخل يتراوح بين 1500 و2000 درهم شهريًا من خلال تأجير دراجاتهم عبر التطبيق.
رغم أن أسعار الإيجار تبدأ من 20 درهمًا للساعة، فإن أحد التحديات التي تواجه هذه التطبيقات هو هاجس الثقة لدى مالكي الدراجات. ومع ذلك، يُبرز الفشتالي البعد الاجتماعي والاقتصادي لهذه الفكرة، مشيرًا إلى أن الدراجة الكهربائية تُعتبر وسيلة فعالة لتجنب الازدحام، وتتيح حرية أكبر في التنقل، فضلاً عن كونها صديقة للبيئة.
من الجدير بالذكر أن هذا الابتكار لاقى اهتمامًا واسعًا، حيث تم منح التطبيق مساحة عرض في معرض « جيتكس إفريقيا »، مما يُظهر الإمكانيات الواعدة لهذا القطاع الناشئ في المغرب.


