تحالف الحضارات: المغرب يجسد الحوار تحت قيادة جلالة الملك (السيد بوريطة)

0
372

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، في كلمة له خلال المنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات المنعقد في بلدة كاشكايش بضواحي لشبونة، أن المغرب يتبنى مسارًا متميزًا في تعزيز الحوار والتعاون بين الحضارات. تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، يقدم المغرب نموذجًا فريدًا يمثل مصدر إلهام للتحالف وأعضائه، مشيرًا إلى أن المملكة لا تقتصر فقط على الإشادة بالحوار بل تجسده بشكل عملي في الواقع.

المغرب في تحالف الحضارات: الالتزام بالسلام والتعاون

في حديثه، نقل السيد بوريطة اقتباسات من رسالة جلالة الملك الموجهة إلى المشاركين في المنتدى العالمي التاسع، حيث أكد أن المملكة منخرطة في تحالف الحضارات لأسباب جوهرية مرتبطة بهوية المغرب العميقة والتزاماته الدولية. وأضاف أن المغرب يعزز الانفتاح كثقافة للسلام، ويعيش الدين كآلية لتحقيق السلام، ويسعى نحو التنمية كركيزة أساسية للسلام العالمي.

المستقبل والتحديات: نحو بناء جيوسياسية تضامنية

وأشار السيد بوريطة إلى أن جلالة الملك محمد السادس يؤكد دائمًا أن « المستقبل يُبنى بأيادٍ ممدودة وليس بقبضات مشدودة ». وأكد أن هذا المستقبل بالنسبة للمغرب يتمثل في قارة إفريقيا، التي تعتبر « وعدًا حيًا » للعالم، وتشكل نقطة تقاطع للعديد من التحديات مثل الشباب، المناخ، الأمن الغذائي، الهجرة، والحوار بين الأديان. إفريقيا، كما قال بوريطة، هي أيضًا « أرض الحلول » وحاضنة للنمو البشري العالمي.

أهمية إفريقيا في تحالف الحضارات

ورغم أن إفريقيا تمثل قلبًا نابضًا للتحديات العالمية، فإن تمثيلها في تحالف الحضارات يبقى محدودًا، حيث تشكل 20% فقط من أعضاء مجموعة الأصدقاء، ولا يتجاوز تمثيل منطقة جنوب الصحراء 15%. وأعرب الوزير عن أسفه لهذا الوضع الذي يعكس « إجحافًا استراتيجيًا »، مما يحجب منظورًا مهمًا حول دور إفريقيا في هذا التحالف.

دور تحالف الحضارات في مواجهة التحديات العالمية

أكد بوريطة أن تحالف الحضارات يجب أن يواصل دعمه لقارة إفريقيا وأن يسعى إلى بناء جيوسياسية تضامنية حقيقية أكثر من مجرد جبر الضرر. كما أشار إلى أن تحالف الحضارات يعد المنتدى المثالي لصياغة توافقات أخلاقية في مواجهة التحديات المناخية، الإنسانية، الصحية، والتكنولوجية.

التحديات العالمية وتحدي التغير المناخي

في حديثه عن التحديات العالمية، أشار بوريطة إلى أن الظلم ينتشر في بعض المناطق حيث يلتقي التطرف والإرهاب، مشيرًا إلى الصراعات في أوروبا، إفريقيا، والشرق الأوسط. كما أضاف أن التغير المناخي يشكل تهديدًا جادًا للمستقبل ويعكس تجاهلًا لحقوق الإنسان، مذكرًا بالوضع الصعب في غزة وفلسطين ولبنان كأمثلة على الانقسامات التي يسعى تحالف الحضارات إلى علاجها.

النداء الدولي للتعاون

وأكد بوريطة على ضرورة أن يتصرف المجتمع الدولي، بقيادة تحالف الحضارات، كضمير عالمي في مواجهة التحديات الكونية. ورأى في ذلك دعوة حقيقية للعالم لبناء أفق مشترك حول القيم الإنسانية والسلام.

دور المغرب في تعزيز الحوار والعدالة العالمية

على مدار 20 عامًا من وجوده، أثبت تحالف الحضارات فاعليته من خلال العديد من اللقاءات الدولية والمبادرات التي دعمها المغرب. من بين أبرز هذه المبادرات، نداء القدس الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس والبابا فرانسوا في مارس 2019، وكذلك مؤتمر الحوار بين الأديان الذي انعقد في مراكش في يونيو 2022.

أشار بوريطة إلى خطة عمل الرباط لمكافحة خطاب الكراهية العنصرية والدينية، بالإضافة إلى إعلان يوم 18 يونيو « اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية »، وهي مبادرة قدمها المغرب في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ختامًا، أعرب السيد بوريطة عن فخر المغرب بافتتاح كرسي تحالف الحضارات في الجامعة الأورومتوسطية بفاس في 6 دجنبر المقبل، مشيرًا إلى أن هذا الكرسي يربط المغرب بالتحالف بشكل مستدام ويعزز دوره في بناء مستقبل أفضل للعالم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا