تم اكتشاف بكتيريا السالمونيلا في طبقات المياه الجوفية بمنطقة سهل تادلة بالمغرب، وهو اكتشاف يثير العديد من التساؤلات حول كيفية تسلل هذه البكتيريا إلى بيئة تحتوي على مستويات منخفضة من الأكسجين. نشرت دراسة حديثة في مجلة “ساينتفيك ريبورتيز” نتائج هذا الاكتشاف، الذي يشير إلى وجود بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية في مياه جوفية، مما يثير قلقاً بشأن الصحة العامة.
تفاصيل الاكتشاف:
- الأنواع المكتشفة: عُثر على بكتيريا السالمونيلا، وهي من البكتيريا “اللاهوائية الاختيارية”، في عينات مياه جوفية، وهو أمر غير متوقع لأن هذه البكتيريا تفضل الأكسجين ولكنها يمكنها التكيف في بيئات منخفضة الأكسجين.
- مستويات المقاومة: أظهرت الدراسة أن نسبة كبيرة من سلالات السالمونيلا التي تم عزلها كانت مقاومة لمضادات حيوية متعددة، بما في ذلك سيفيبيم، إيميبينيم، سيفتازيديم، أوفلوكساسين، وإرتابينيم. فقد وجد الباحثون أن 58.1% من السلالات كانت مقاومة لمجموعة متنوعة من المضادات الحيوية.
- طرق التلوث: يفسر الباحثون كيفية تسلل هذه البكتيريا إلى المياه الجوفية من خلال أنشطة زراعية وصناعية، مثل استخدام المضادات الحيوية في الزراعة، مما يؤدي إلى وجود بكتيريا مقاومة في البراز الحيواني. كما أن المعالجة غير الكافية لمياه الصرف الصحي والنفايات يمكن أن تسهم في تلوث المياه الجوفية.
الخطوات القادمة:
- البحث والتطوير: سيقوم الفريق البحثي المصري المغربي بإجراء المزيد من الدراسات لتحديد كيفية تكيف السالمونيلا مع بيئة منعدمة الأكسجين في المياه الجوفية. سيتم أيضًا تطوير فلاتر ومعالجات خاصة لمعالجة المياه الملوثة بالسالمونيلا.
- الأبحاث المستقبلية: تشير الدراسات الأولية إلى أن إنزيمات السالمونيلا قد تلعب دوراً في مقاومة المضادات الحيوية وتكيفها مع بيئة منخفضة الأكسجين. قد تساهم هذه الأبحاث في تطوير مركبات جديدة ومبتكرة باستخدام تقنية النانو لعلاج وتصفية المياه.
التهديدات الصحية:
- الصحة العامة: يمكن أن تؤدي السالمونيلا المقاومة للمضادات الحيوية إلى مشكلات صحية خطيرة عند تناول اللحوم أو المحاصيل المروية بمياه ملوثة. يمكن أن تكون التهابات السالمونيلا خفيفة عادة، لكنها قد تكون مهددة للحياة لدى الأطفال الرضع وكبار السن والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
الوضع العالمي:
- الوجود العالمي للبكتيريا المقاومة: يبرز هذا الاكتشاف مشكلة أوسع تتعلق بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في طبقات المياه الجوفية على مستوى عالمي، كما أظهرت دراسات سابقة في الولايات المتحدة والصين وجود أنواع أخرى من البكتيريا “اللاهوائية الاختيارية” في المياه الجوفية.
هذا الاكتشاف يسلط الضوء على أهمية تعزيز مراقبة جودة المياه الجوفية وتطوير استراتيجيات فعالة لمكافحة تلوث المياه البكتيري لضمان سلامة الصحة العامة.