أعلن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعيد برادة، يوم الثلاثاء، أن الوزارة تدرس اعتماد حلول إلكترونية لمحاربة الغش في امتحانات الباكالوريا، خصوصًا من خلال تشويش الهواتف المحمولة، ابتداءً من الموسم الدراسي المقبل.
وفي معرض جوابه على أسئلة المستشارين خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أوضح الوزير أن أساليب الغش أصبحت أكثر تطورًا، حيث يتم استعمال هواتف صغيرة بحجم بطاقة بنكية، يمكن إخفاؤها بسهولة، إضافة إلى سماعات دقيقة بالكاد تُرى، مما يزيد من صعوبة اكتشاف حالات الغش.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة تدرس خيارين: الأول هو اعتماد أجهزة كشف إلكتروني لهذه الوسائل، والثاني هو استخدام أجهزة تشويش لمنع استخدامها داخل مراكز الامتحان.
وخلال دورة مايو 2025، سجلت الوزارة 2.700 حالة غش، أي بانخفاض نسبته 12% مقارنة بالسنة الماضية، مع الإشارة إلى أن أغلب هذه الحالات تخص المترشحين الأحرار.
وأشاد الوزير بالسير العادي لامتحانات الباكالوريا هذه السنة، مؤكداً أن الإعلان عن النتائج سيكون يوم الجمعة 14 يونيو 2025.
كما أشار إلى العودة إلى استقرار في الإطار البيداغوجي، بعد الاضطرابات التي شهدها قطاع التعليم بسبب جائحة كوفيد-19 والإضرابات، ما مكّن من الاعتماد مجددًا على مراجع تغطي كامل البرنامج الدراسي.
ومن بين المستجدات التي عرفتها هذه الدورة أيضًا، اعتماد نظام ترميز إلكتروني مجهول لورقات الامتحان، بهدف تعزيز النزاهة، وتقليل الأخطاء، وضمان متابعة دقيقة، ومنع تزوير الشهادات.
وبخصوص نسب المشاركة، بلغت نسبة الحضور 97% من المترشحين الممدرسين، مقابل 64% لدى المترشحين الأحرار. كما شارك في الدورة 2.145 مترشحًا من ذوي الاحتياجات الخاصة، استفاد 338 منهم من اختبارات مُكيّفة حسب حالتهم. وقد أُعدّت مواضيع خاصة أيضًا للمترشحين القادمين من دول تعرف أوضاعًا غير مستقرة، كـسوريا، ولعدد من الطلبة الأفارقة، إضافة إلى السجناء.
وفي المجمل، تم إعداد أكثر من 500 موضوع مختلف لهذه الدورة، في ما وصفه الوزير بأنه “تحدٍّ لوجستي كبير”، مؤكداً في الختام: “عدم تسريب أي موضوع رغم هذا العدد الكبير يبرهن على صرامة النظام المعتمد من طرف الوزارة”.