انطلقت، أول أمس السبت، بفضاء قصر الباهية التاريخي بمراكش، فعاليات ملتقى الفنانين، تحت شعار “متعة العين والشذى”، في إطار احتفالية مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لعام 2024، وذلك خلال حفل فني روحاني، نظمته وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة-، بالتعاون مع المجلس الجماعي لمدينة مراكش ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).
ويتخلل هذا الملتقى، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 21 مارس الجاري، تنظيم حفلات للموسيقى الأندلسية والملحون، والمديح النبوي والسماع الصوفي، وليلة عيساوية وكناوية، وحفل للتراث اللامادي، بالإضافة إلى عرض مجموعة من المسرحيات، وتنظيم معارض تشكيلية طيلة الملتقى، بالفضاء التاريخي قصر الباهية.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد هشام عبقري، مدير مديرية الفنون بوزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة، أن ملتقى الفنان المنظم في إطار احتفالية المدينة الحمراء عاصمة للثقافة بالعالم الإسلامي، عبارة عن إكليل من عدة أجناس فنية، مبرزا أن الهدف من برنامج هذه الاحتفالية، التي تتضمن أجناسا فنية مختلفة، هو دمقرطة الفن والثقافة من خلال تفعيل برمجة تعتمد سياسة القرب لتكريس العدالة المجالية، وتعزيز دور الجمعيات في المجال الثقافي، والإسهام في الإشعاع الثقافي لمراكش وللمغرب على المستوى الإقليمي والدولي، وإغناء النقاشات العلمية حول الفن والثقافة في العالم الإسلامي.
وأشارعبقري إلى المؤهلات التي تزخر بها المدينة الحمراء بمعالمها التاريخية وأسوارها الشامخة وقصورها الفخمة وحدائقها الخضراء وشوارعها المزدحمة التي جعلت من مراكش مدينة الإلهام والتفضيل.
من جانبها، أكدت عتيقة بوستة نائبة رئيس المجلس الجماعي لمراكش المكلفة بالشؤون الثقافية والرياضية، أن ملتقى الفنانين يندرج ضمن سلسلة من التظاهرات والفعاليات الثقافية والفكرية والفنية التي تسلط الضوء على الحضارة الإسلامية بمدينة مراكش، احتفاءا باختيارها عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي هذا العام.
وأشارت بوستة الى أن هذه الاحتفالية، تشكل مناسبة لإبراز ثراء المدينة التي تتميز بفضل حضارتها الممتدة لقرون عديدة وإشعاعها الثقافي والفكري، بسحر خاص يوفره معمارها الأندلسي ومساجدها ورياضها بالإضافة إلى تراثها الشفهي المتنوع الذي يشهد على غنى وتفرد تراثها المادي واللامادي، مؤكدة أن مدينة مراكش، المدرجة في قائمة التراث اللامادي للإنسانية من قبل اليونسكو منذ عام 1985، تشهد تطورا حضريا مستمرا بفضل البرنامج الملكي “مراكش الحاضرة المتجددة”.
وخلال هذا الحفل، الذي تميز بعرض الأغنية الرسمية لاحتفالية مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي، أتحفت مجموعة خيرة أفزاز للحضرة الشفشاونية، في حفل بهيج جمهور المدينة الحمراء، بباقة من وصلات إبداعاتها في فن الحضرة والمديح النبوي والسماع الصوفي.
وقدمت فرقة خيرة أفزاز للحضرة الشفشاونية خلال هذا الحفل الصوفي، قصائد وأشعار في مدح الرسول وفي الأذكار والسماع الصوفي، بايقاعات متفردة ومواويل وإنشادات ارتبطت بالمرجعية الصوفية لهذا الفن العريق، الذي يستمد جذوره من الابتهالات الدينية والمناجاة الربانية خلال هذا الشهر الفضيل.
وشهد الحفل، أيضا، تقديم وصلات غنائية لفرقة بنات عيساوة برئاسة الفنانة نوال، أمتعت الحاضرين بأجمل القصائد المشتقة من التراث الروحي المغربي الغني، ونقلتهم إلى عوالم الفن التي تزخر بها المدينة الحمراء، حيث جرى التغنى بخير البرية سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم.
واستقطب الحفل الفني لفرقة الحضرة الشفشاونية، وبنات عيساوة، ساكنة المدينة الحمراء، وجعلتهم ينسجون أواصر صداقة مع الفضاء التاريخي لقصر الباهية وعروضه الفنية.
وتعيش مدينة مراكش، طيلة سنة 2024 الجارية، على وقع عدد من الأنشطة الثقافية والفنية التي ستساهم في التعريف بالتراث المحلي وإبراز فنونه وجمالياته ومساجده ورياضاته ومآثره التاريخية.
كلمات دلالية : فعاليات ملتقى الفنانين / مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي