احتضنت العاصمة الإسبانية مدريد، يوم الثلاثاء، مؤتمراً اقتصادياً مهماً تحت شعار: «الاستثمار المشترك من أجل مستقبل مستدام ومشترك»، وذلك في إطار فعالية “Morocco Now” الهادفة إلى إبراز المؤهلات الاقتصادية للمغرب وتعزيز فرص الاستثمار في مختلف القطاعات الاستراتيجية.
وقد نُظم هذا اللقاء من قبل وزارة الاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، بشراكة مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات (AMDIE)، وجمع أكثر من 150 فاعلاً اقتصادياً من القطاعين العام والخاص بالمغرب وإسبانيا. ويهدف إلى تقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية نحو المملكة.
الوفد المغربي استعرض خلال المناسبة الإصلاحات التي باشرها المغرب، واستقراره السياسي، وبيئة الأعمال الجاذبة، إلى جانب المشاريع ذات الإمكانات العالية في قطاعات كصناعة الطيران، السيارات، الطاقات المتجددة، والإلكترونيات.
وخلال تدخلها، أشادت كاتبة الدولة الإسبانية المكلفة بالتجارة، أمبارو لوبيث سينوفيّا، بعمق العلاقات الثنائية والدينامية الإيجابية التي انطلقت بفعل اللقاءات الرفيعة بين البلدين، مؤكدة أن التعاون المغربي الإسباني يساهم في التقريب بين ضفتي المتوسط، خصوصاً في مجالات الاقتصاد والتنمية المستدامة.
من جهتها، أبرزت سفيرة المغرب في إسبانيا، كريمة بنيعيش، أن إسبانيا تُعد الشريك التجاري الأول للمغرب لأكثر من عقد، بحجم تبادل يتجاوز 23 مليار يورو سنوياً، مشيرة إلى أن المغرب أصبح أول وجهة للاستثمار الإسباني في إفريقيا، بفضل استراتيجيته الطموحة ومناخه الاستثماري الجاذب.
كما دعا الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار، كريم زيدان، الشركات الإسبانية إلى اغتنام الفرص المتاحة في المملكة، مبرزاً جودة البنيات التحتية، وتوفر يد عاملة شابة ومؤهلة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي للمغرب.
أما المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، علي سدّيكي، فقد قدّم المغرب كمركز إقليمي رائد في مجال الاستثمار والتصدير، فيما شدد خالد سفير، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، على قوة الشراكة المغربية الإسبانية القائمة على الثقة والحوار والأهداف المشتركة في خلق الثروة وفرص العمل.
ويعكس هذا الحدث الإرادة المشتركة للمغرب وإسبانيا في تعميق تعاونهما الاقتصادي، وبناء مستقبل مستدام ومزدهر يخدم المصالح المتبادلة للطرفين.