يحتفل الشعب المغربي، يوم السبت 11 يناير 2025، بالذكرى الـ81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، وهو حدث تاريخي هام يعكس الكفاح الوطني المستمر من أجل نيل استقلال المملكة المغربية.
الذكرى من الكفاح الوطني إلى السيادة
تعتبر وثيقة المطالبة بالاستقلال التي تم تقديمها في 11 يناير 1944، بمثابة رمز للنضال الوطني ضد الاستعمار الفرنسي والإسباني، إذ كانت خطوة هامة في تعزيز الوعي الوطني وفي السعي لتحقيق السيادة والاستقلال. وفي هذا السياق، يخلد الشعب المغربي هذه الذكرى من خلال الاحتفاء بالمقاومة الوطنية وبالتضحيات التي قدمها الشعب والعرش المغربي في مواجهة الاستعمار.
الظروف التاريخية التي سبقت وثيقة المطالبة بالاستقلال
خلال بداية القرن الماضي، كان المغرب مقسمًا إلى مناطق نفوذ استعماري، حيث خضعت أغلب الأراضي المغربية للنفوذ الفرنسي، بينما كانت المناطق الشمالية والجنوبية تحت النفوذ الإسباني. وفي منطقة طنجة، كان هناك نظام دولي فريد يحكم المدينة. هذا التقسيم كان يمثل تحديًا كبيرًا للنضال من أجل استقلال الوطن.
تضحيات الشعب المغربي والعرش في سبيل الاستقلال
واجه المغاربة التحديات الكبيرة التي فرضتها الأوضاع الاستعمارية من خلال حركات المقاومة الشعبية والمعارك البطولية في جبال الأطلس والشمال والجنوب، فضلاً عن النضال السياسي الذي اتخذ طابعًا منظمًا مثل مطالبات الشعب المغربي بالحقوق السياسية والاقتصادية. وعلى رأس هذا الكفاح، كان المغفور له محمد الخامس الذي أطلق روح المقاومة وأكد العزم على نيل الاستقلال.
دور محمد الخامس في تعزيز النضال من أجل الاستقلال
منذ توليه العرش في 18 نوفمبر 1927، كان المغفور له محمد الخامس يمثل رمزًا للوحدة الوطنية والمقاومة ضد الاستعمار. وعزز من موقف المغرب الدولي عندما طرح قضية الاستقلال خلال مؤتمر أنفا في يناير 1943، مؤكداً على ضرورة إنهاء نظام الحماية.
وثيقة المطالبة بالاستقلال: خطوة حاسمة نحو الحرية
وقعت 67 شخصية بارزة من رجال المقاومة، بينهم امرأة، على وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، مما شكل تحديًا صارمًا للسلطات الاستعمارية. وقد تضمنت الوثيقة مطالب تتعلق بالسيادة الوطنية وتوحيد المغرب تحت قيادة الملك الشرعي محمد بن يوسف، وتضمنت أيضًا المطالبة بالانضمام إلى الدول الموافقة على وثيقة الأطلنطي.
إحياء الذكرى: الدروس والعبر للأجيال الجديدة
تعد هذه الذكرى من أروع المحطات في التاريخ الوطني المغربي، حيث تساهم في تعزيز الوعي الوطني للأجيال الجديدة. وتستحضر هذه المناسبة مدى تلاحم العرش والشعب المغربي في سبيل نيل الاستقلال وحماية السيادة الوطنية. إن إحياء هذه الذكرى هو بمثابة تذكير دائم بالتضحيات الجسام التي قدمها الشعب المغربي في مواجهة الاستعمار.
الاحتفال بالذكرى الـ81 كتجديد للعهد بالحرية والسيادة
إن إحياء هذه الذكرى هو فرصة للاحتفاء بمسيرة الكفاح الوطني من أجل الحرية، وللتأكيد على التلاحم الكبير بين العرش والشعب. كما أن هذه المناسبة تبرز الدور البارز الذي لعبه المغفور له محمد الخامس في سبيل نيل الاستقلال وعودة السيادة للمملكة.