بمناسبة الذكرى الـ26 لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، يُسلط الضوء على التحول العميق الذي شهده المغرب في عدة مجالات، وعلى رأسها كرة القدم. فقد أصبحت المملكة، بفضل رؤية ملكية واضحة واستثمارات ضخمة ودبلوماسية رياضية فعالة، فاعلاً رئيسياً في الساحة الكروية القارية والدولية.
بنية تحتية رياضية بمعايير عالمية
منذ توليه الحكم، جعل الملك محمد السادس من الرياضة – وخاصة كرة القدم – رافعة للتنمية الترابية والوحدة الوطنية. وتم في عهده تشييد وتجديد عدد من الملاعب الكبرى وفق معايير « الفيفا »، أبرزها ملاعب الرباط، طنجة، مراكش، أكادير وفاس. ويعد ملعب ابن بطوطة بطنجة، بعد تحديثه وتوسعته، نموذجاً بارزاً وجاهزاً لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025.
ويُعتبر مركب محمد السادس لكرة القدم، الذي دُشّن سنة 2019 بمدينة سلا، أحد أبرز إنجازات هذه الرؤية. يمتد على مساحة 30 هكتارًا، ويضم ملاعب بمواصفات عالية، مستشفى رياضي، مراكز إقامة راقية، ومركز تكوين حديث يُضاهي كبرى الأكاديميات الأوروبية، بهدف إعداد نخب كروية وطنية من الجنسين.
الكان 2025 والمونديال 2030: المغرب في الموعد
يستعد المغرب لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025، كفرصة لإبراز قدراته التنظيمية. وتم تخصيص حوالي 10 مليارات درهم لتجديد الملاعب، وتحسين البنيات التحتية كالمطارات والطرقات والفنادق في المدن المستضيفة.
هذه الجهود تندرج ضمن الاستعداد لتنظيم كأس العالم 2030، بشراكة مع إسبانيا والبرتغال، وهو مشروع ضخم يشمل بناء الملعب الكبير ببنسليمان بطاقة استيعابية تفوق 115 ألف متفرج، وتوسيع شبكة القطارات الفائقة السرعة (TGV) نحو مراكش وأكادير، إضافة إلى مشاريع بنى تحتية ومطارات جديدة. وسيبلغ مجموع الاستثمارات حوالي 150 مليار درهم بحلول سنة 2030، ما سيوفر آلاف فرص العمل ويُنشط الاقتصاد الوطني.
دبلوماسية رياضية بنهج استراتيجي
بفضل توجيهات جلالة الملك، نجح المغرب في تعزيز مكانته عبر الدبلوماسية الرياضية. وقد استضافت المملكة عدداً كبيراً من التظاهرات الدولية، مثل الشان، كأس إفريقيا للسيدات، الكؤوس القارية للشباب، وكأس العالم للأندية، وسط إشادة دائمة من « الفيفا » و »الكاف ».
ومن خلال تعزيز التعاون جنوب-جنوب والعودة إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017، قدم المغرب دعماً ملموساً لدول إفريقية شقيقة في مجالات التكوين، التحكيم، وتطوير البنية التحتية الرياضية.
كرة القدم: وحدة وطنية وإشعاع دولي
يرى الملك محمد السادس أن الرياضة ليست مجرد ترفيه، بل هي أداة للتربية، والتمكين، وتعزيز التماسك الوطني. ويؤكد ذلك الأداء البطولي للمنتخب المغربي في مونديال قطر 2022، وتطور منتخب السيدات، والنجاحات القارية التي تعكس دينامية وطنية قوية.

