المغرب.. اكتشاف أقدم استعمال طبي للأعشاب في العالم بمغارة الحمام بتافوغالت

0
317

اكتشف فريق بحث دولي أدلة على استخدام الأعشاب لأغراض طبية في مغارة الحمام بتافوغالت، الواقعة في شرق المغرب، ضمن طبقات أثرية يعود تاريخها إلى حوالي 15 ألف سنة، ونشرت نتائج هذا الاكتشاف مجلة « Nature » العلمية المرموقة، حسب ما أفاد به المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث.

ووفقًا لبيان المعهد التابع لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، فقد تم العثور على نبات « ايفيدرا » أو ما يعرف بــ »العلندى » في إحدى مناطق المغارة، والتي كانت تُستخدم لدفن الموتى وفق طقوس جنائزية خاصة ميزت المجموعات البشرية التي عاشت خلال العصر الحجري القديم الأعلى بالمغرب، والمؤرخ ما بين 22 ألف سنة و7 آلاف سنة.

ويُشير البيان إلى أن هذه النبتة تمتاز بخصائص كيميائية تساعد على التداوي من نزلات البرد، خاصة في وقف النزيف وتخفيف الألم. ويُذكر أن مغارة الحمام شهدت اكتشاف أقدم عملية جراحية في العالم، يعود عمرها أيضاً إلى 15 ألف سنة، حيث أظهرت الدراسات آثار التئام الجرح على جمجمة بشرية، ما يدل على أن الشخص عاش بعد العملية وقد تحمل آلامها بفضل استعمال هذا النوع من الأعشاب.

كما يشير المصدر ذاته إلى أن المجموعات البشرية في تلك الفترة كانت تعرف طقوساً تشمل خلع الأسنان الأمامية كدليل على الانتقال من مرحلة الطفولة إلى البلوغ، وقد رافق ذلك نزيف وألم تم التغلب عليهما باستخدام الأعشاب.

وشارك في هذا الاكتشاف فريق من الباحثين من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، منهم إسماعيل الزياني، خريج المعهد وطالب دكتوراه بجامعة لاس بالماس بإسبانيا، وعبد الجليل بوزوكار، مدير المعهد والمشرف على أبحاث المغارة، بالإضافة إلى باحثين من متحف التاريخ الطبيعي في لندن، وجامعة أكسفورد، وجامعة محمد الأول بوجدة، وعدد من الجامعات والمراكز البحثية الدولية.

ويُذكر أن هذا النوع من النباتات عُثر عليه سابقاً في مدفن يعود لإنسان نياندرتال ويؤرخ بحوالي 40 ألف سنة، لكن الدليل اقتصر آنذاك على حبوب اللقاح التي يُعتقد أنها وصلت بفعل الرياح، دون أن يكون الإنسان قد استخدمها.

أما في مغارة الحمام بتافوغالت، فإن وجود ثمار متفحمة لهذا النبات يعد أقدم دليل مؤكد على الاستخدام الطبي للأعشاب، كما أنه قد يشير إلى استخدامات مرتبطة بطقوس الدفن، مما يدل على معرفة المجموعات البشرية آنذاك بخصائص النباتات قبل العصر الحجري الحديث بأكثر من 8 آلاف سنة.

ويتكون الفريق العلمي من مجموعة من الباحثين والطلبة الباحثين من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وجامعة محمد الأول بوجدة، وجامعة أكسفورد، ومعهد ماكس بلانك بألمانيا، وجامعة لاس بالماس بإسبانيا، بالإضافة إلى مركز الأبحاث الأركيولوجية بألمانيا.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا