10 C
Marrakech
jeudi, décembre 4, 2025
spot_img

ذات صلة

جمع

مرسيليا يتمسّك بأكراد قبل مواجهة موناكو الحاسمة

يسعى نادي مارسيليا إلى الإبقاء على مدافعه نايف أكراد...

صاحب الجلالة الملك يهنئ رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة

بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى...

تكريم الفنانة راوية في مهرجان مراكش الدولي للفيلم

شهد مهرجان مراكش الدولي للفيلم، مساء الثلاثاء، تكريمًا...

تعزيز التعاون المائي بين المغرب وهولندا

شهدت مدينة مراكش اجتماعاً مهماً جمع خبراء ومؤسسات وشركات...

إعادة انتخاب المغرب في مجلس المنظمة البحرية الدولية

أُعيد انتخاب المملكة المغربية لعضوية مجلس المنظمة البحرية الدولية...

« القادرية » شرق أفريقيا.. وفاء للجيلاني المؤسس

كانت الحبشة (إثيوبيا الحالية) أول بلد دخلها الإسلام خارج جزيرة العرب، وفيها تأسست إمارات إسلامية أسهمت بشكل كبير في نشر الإسلام في أفريقيا. مدينة هرر، الواقعة في أقصى شرق إثيوبيا، كانت أكبر هذه الإمارات وأكثرها شهرة.

ولد أحمد بن إبراهيم في هرر عام 1506، ودرس العلوم الشرعية هناك قبل أن يسافر إلى اليمن، حيث تأثر برجال الطريقة القادرية. أثناء وجوده في اليمن، تعرضت إمارة إسلامية في الصومال لهجوم من بطريرك حبشي أدى إلى مقتل ونهب السكان، مما دفع أحمد بن إبراهيم إلى العودة إلى هرر ومحاولة إقناع أميرها بالتحرر من سيادة إمبراطورية الحبشة، لكن محاولته باءت بالفشل.

بعد فشل ثورته، لجأ أحمد بن إبراهيم إلى بلاد أبت في الصومال ودعا المسلمين إلى الوحدة لمواجهة مظالم الأحباش. نجح في تشكيل قوة مسلمة قادرة على حماية حقوقهم وسرعان ما أسقط إمارة هرر وأعلن استقلالها عن إمبراطورية الحبشة، مما أدى إلى حرب طويلة بين المسلمين والنصارى انتهت بدخول جيوش المسلمين مدينة أكسوم عام 1537، والسيطرة على كامل الإمبراطورية لمدة أربع سنوات حتى وصلت أساطيل البرتغال، مما أدى إلى استشهاد أحمد بن إبراهيم بعد معركة ملحمية.

خلال فترة حكم المسلمين القصيرة، شهدت الحبشة أكبر موجة اعتناق للإسلام كما ذكر المستشرق البريطاني سبنسر تريمينغهام في كتابه « الإسلام في إثيوبيا ». ومع ذلك، لم تنتشر الطريقة القادرية بشكل كبير في تلك الفترة بسبب وفاة أحمد بن إبراهيم المبكرة.

في أواخر القرن الخامس عشر، وصل الشيخ أبو بكر العيدروس إلى هرر من اليمن، لكنه لم يتمكن من نشر الطريقة القادرية بين الأفارقة بشكل واسع. وقد انتظر الأفارقة ثلاث قرون أخرى حتى مجيء الشيخ حسن جبرو إلى الصومال عام 1819، حيث أسس أول مستوطنة صوفية على ضفة نهر جوبا ونجح في جذب المريدين والطلاب.

من بين أشهر تلاميذ الشيخ جبرو كان الشيخ أويس محمد البراوي، الذي نشر الطريقة القادرية الأويسية عبر الساحل الشرقي لأفريقيا، وصولاً إلى جزيرة لامو في كينيا وزنجبار في تنزانيا. في عام 1884، دعاه سلطان زنجبار برغاش لتولي مقاليد التعليم والثقافة في الجزيرة، وكان من أهم إنجازاته فتح أبواب المدارس أمام الأفارقة وتحريرهم من قيود الجهل والاستعباد.

هذه الجهود أسهمت في تغيير وجه الإسلام في شرق أفريقيا، حيث نقل العلماء والدعاة الأفارقة الإسلام إلى أعماق القارة. الشيخ عبد الله فوندي الكونغولي يشرح أن الإسلام وصل إلى الساحل الشرقي لأفريقيا منذ عهد الدولتين الأموية والعباسية، ولكنه لم ينتشر في عمق القارة بسبب انشغال العرب بالتجارة وعدم اهتمامهم بفتح المدارس للأفارقة.

ظهور دعاة مثل الشيخ أويس البراوي، الذين اهتموا بتعليم الأفارقة وتحريرهم، أدى إلى ظهور علماء ودعاة أفارقة حملوا الإسلام إلى قراهم البعيدة، مما أسهم في انتشار الإسلام في مختلف أنحاء شرق أفريقيا.

spot_img