شهدت العلاقات بين المغرب والمملكة العربية السعودية في عام 2024 زخماً كبيراً بفضل الزيارات المتبادلة بين القادة السياسيين والمسؤولين الحكوميين. فقد كانت زيارة رئيس الحكومة المغربية السيد عزيز أخنوش إلى الرياض في نوفمبر الماضي إحدى اللحظات البارزة، حيث مثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، التي عُقدت لمناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة، وخاصة الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.
كما مثّل السيد عزيز أخنوش المغرب في قمة “المياه الواحدة” التي انعقدت في ديسمبر لمناقشة أزمة ندرة المياه والتحديات العالمية المرتبطة بها.
التعاون الاقتصادي: مذكرة تفاهم وفرص استثمارية جديدة
في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي، وقع المغرب والمملكة العربية السعودية في يناير 2024 مذكرة تفاهم للتعاون في قطاع التعدين. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين البلدين في الصناعات التحويلية والتعدين.
كما تم في الرياض خلال ملتقى اقتصادي سعودي مغربي تقديم عروض حول الفرص الاستثمارية المتاحة في المغرب، مع التركيز على المشاريع البحرية بين مينائي جدة وطنجة المتوسط، بالإضافة إلى دعم الشركات السعودية للوصول إلى الأسواق الأفريقية والأوروبية.
المشاركة المغربية في المعارض السعودية
كما شاركت الصناعة التقليدية المغربية في النسخة الثانية من معرض “بَنان” للحرف اليدوية الذي نظمته هيئة التراث السعودية في نوفمبر، مما يعكس العمق الثقافي للعلاقات بين البلدين.
التعاون القضائي: اتفاقيات لتعزيز العلاقات القانونية
في مجال التعاون القضائي، تم توقيع برنامج تنفيذي بين المغرب والسعودية لتعزيز التعاون في المجال القانوني والإداري. كما تم التوقيع على ثلاث اتفاقيات في نوفمبر الماضي بين وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي ووزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود، بهدف تعزيز التعاون في المجال الجنائي.
التعاون الاجتماعي والصحي بين المغرب والسعودية
في المجال الاجتماعي، وقّع البلدين مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات الصحة والحماية الاجتماعية، بما يشمل الاستعداد للجوائح الصحية.
كما مثلت الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، السيدة أمل الفلاح السغروشني، المغرب في “منتدى حوكمة الإنترنت” الذي نظمته الأمم المتحدة في الرياض، حيث شاركت في أعمال الحوار الوزاري لمنظمة التعاون الرقمي حول الأخبار الزائفة.
آفاق مستقبلية لعلاقات استراتيجية ومثمرة
على الرغم من المسافة الجغرافية بينهما، فإن العلاقات المغربية السعودية تزداد قوة في عام 2024 بفضل التاريخ المشترك والروابط الثقافية التي تجمع البلدين. تبقى هذه العلاقات نموذجاً للتعاون الثنائي المثمر والمستدام، والذي يخدم مصالح الشعبين ويعزز الشراكة الاستراتيجية بينهما.