تشهد الصناعة الجوية في المغرب تطورًا لافتًا، بفضل الرؤية المتبصرة والتوجيهات السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله. فقد تحولت المملكة خلال أقل من 25 سنة إلى منصة صناعية عالمية في مجال الطيران، تجمع بين الكفاءة، الابتكار، والاستدامة، وتعد اليوم شريكًا موثوقًا لكبريات الشركات العالمية.
ويأتي إطلاق جلالة الملك، يوم الإثنين بالنواصر، لأشغال بناء المركب الصناعي الجديد الخاص بمحركات الطائرات التابع لمجموعة « سافران »، ليؤكد مكانة المغرب كمركز استراتيجي في سلاسل الإمداد العالمية للطيران، ويدعم مسيرة النهوض الصناعي للمملكة.
نمو متسارع وهيكلة مدروسة
انطلقت أولى خطوات المغرب في هذا المجال سنة 1999 عبر شراكة بين الخطوط الملكية المغربية وشركة « سنيكما » الفرنسية (Safran حاليًا). وفي سنة 2001، تم تأسيس شركة MATIS Aerospace بشراكة مع « بوينغ » و »سافران »، ما مهد الطريق أمام ولوج المملكة مجال التصنيع للطيران.
ثم جاء إطلاق مخطط الإقلاع الصناعي سنة 2004، والذي صنف الطيران ضمن « المهن العالمية للمغرب »، متبوعًا بإحداث مجموعة الصناعات الجوية والفضائية المغربية GIMAS سنة 2006، وهي الهيئة التي ساهمت في تنظيم وتأطير القطاع.
خلال السنوات التالية، شهد القطاع نموًا سريعًا بفضل استثمارات ضخمة، أهمها:
- المنطقة الصناعية ميدبارك – Midparc (2013) المخصصة لصناعة الطيران،
- معاهد التكوين المتخصصة مثل IMA وISMALA،
- إطلاق منظومات صناعية متعددة في مجالات مثل المحركات، الكابلات، التجميع، الهندسة، والصيانة (MRO).
أرقام تعكس النجاح
- أكثر من 150 شركة عاملة في القطاع
- أزيد من 24,000 منصب شغل مؤهل
- 26.4 مليار درهم رقم معاملات صادرات القطاع سنة 2024
- 40% نسبة الإدماج المحلي
رؤية ملكية نحو المستقبل
لا تقتصر دينامية القطاع على التصنيع فقط، بل تشمل أيضًا التوجه نحو الابتكار، التحول الرقمي، الاستدامة، واعتماد الطاقات المتجددة. كما يواكب المغرب التطورات العالمية في مجال الطيران، خاصة عبر تعزيز دوره في قطاع المحركات، والذي يشهد حاليًا توسعًا كبيرًا بفضل شراكة استراتيجية مع مجموعة Safran.
ويُعد هذا التطور ثمرة لقيادة جلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من الصناعة رافعة أساسية للتنمية، وجعل من المغرب منصة صناعية موثوقة ومفتوحة على العالم.