في ظل العزلة المتزايدة التي تواجهها أطروحاتها حول قضية الصحراء المغربية، لجأت الجزائر إلى خطة غير متوقعة: محاولة التأثير على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للعودة عن قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء.
الوسيط في هذه المحاولة هو جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، المعروف بمواقفه العدائية تجاه المغرب. ففي حوار مع صحيفة El Independiente الإسبانية، اقترح بولتون أن “حافزاً” مادياً قد يدفع ترامب لتغيير موقفه، ملمحًا إلى مشروع سياحي أو كازينو على الساحل الأطلسي يمكن أن يُعرض عليه مقابل سحب الاعتراف الأمريكي.
رغم غرابة هذا الطرح، روّجت له وسائل الإعلام الجزائرية بحماس، معتبرة إياه فرصة جديدة لإحياء خيار الاستفتاء الذي أصبح غير واقعي منذ سنوات. غير أن هذا المقترح لقي انتقادات واسعة، واعتُبر دليلاً على الارتباك والتخبط الذي يطبع الدبلوماسية الجزائرية في هذا الملف.
يُذكر أن ترامب نفسه وصف بولتون سابقًا بأنه “أغبى شخص قابله في حياته”، ما يُضعف أكثر من مصداقية المقترح الجزائري. ومع ذلك، يبدو أن الجزائر ما تزال تراهن على وجوه سياسية فقدت تأثيرها في واشنطن، لترويج مشروع يعتبره المجتمع الدولي غير قابل للتطبيق.
في النهاية، يبدو أن فكرة “كازينو لترامب” لن تخدم الموقف الجزائري، بل قد تُحوّل القضية إلى سخرية دبلوماسية جديدة، تُظهر مدى إفلاس الطرح الجزائري بعد عقود من الجمود.