السبروى الغاني يضيء مهرجان فاس

أبهر الفريق الموسيقي الغاني « سبروى » جمهور مهرجان فاس مساء الخميس، من خلال عرض موسيقي مؤثر في إطار الدورة 28 من مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية، التي تحتفي هذا العام بالقارة الإفريقية.

وقد قاد العرض الموسيقي الفنان الغاني البارز جون كوامي أوسي كورانكي، أحد أبرز أعلام آلة « السبروى »، وهي قيثارة تقليدية تعود جذورها إلى شمال الساحل الإفريقي، وتُعد من الرموز الموسيقية لدى شعوب الأكان. ورافقه كل من كريستوفر أموتورنيور على آلة « برمبنسوى » (وهي آلة موسيقية تعتمد على الصفائح المعدنية)، والأمير تشارلز إغان على الإيقاعات، في عرض موسيقي جمع بين عمق التراث وقوة الروح وحداثة الأداء.

آلة « السبروى » الوترية التي كانت تؤدي دورًا محوريًا في الحياة القروية، شهدت تراجعًا في بدايات القرن العشرين بسبب انتشار آلة الغيتار القادمة من السواحل في ظل الاستعمار الأوروبي. غير أن كورانكي أعاد إحياءها وكرّس مسيرته للحفاظ عليها وتعليمها، مستلهمًا من إرث جده، ومستعينًا بأبحاثه الأكاديمية وتجربته الإبداعية، حيث قام بتطوير الآلة لتشمل 14 وترًا بدلاً من العدد التقليدي.

ومنذ عام 1996، يُدرّس كورانكي في جامعة غانا بدعوة من عالم الموسيقى الإثنية الشهير كوابينا نكيتييا، الذي رأى فيه حارسًا لتراث مهدد بالاندثار.

وقد منح عرض « سبروى » جمهور المهرجان لحظة فريدة تمزج بين التراث الحي وروح الابتكار، في انسجام تام مع رسالة مهرجان فاس الساعية إلى بناء جسور الحوار والسلام من خلال الموسيقى العالمية.