يخلّد الشعب المغربي وأسرة المقاومة، يومي 1 و2 شتنبر، الذكرى الثامنة والثمانين لمعركة بوفكران، التي تُعد من أبرز المحطات التاريخية في مسيرة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال.
وتُجسّد هذه المعركة البطولية، التي اندلعت سنة 1937، انتفاضة سكان مدينة مكناس ضد قرار سلطات الحماية الفرنسية بتحويل مياه وادي بوفكران لفائدة المعمرين والبنية التحتية للمدينة الجديدة، ما كان سيحرم السكان الأصليين من مصدر حيوي للماء، ويزيد من معاناتهم الاقتصادية والاجتماعية.
مقاومة شعبية منظمة
ورغم لجوء السكان إلى وسائل سلمية كالمراسلات والعرائض وتأسيس لجنة للدفاع عن مياه بوفكران، فإن تعنت سلطات الاستعمار دفعهم إلى الانتفاض، حيث خرجت جموع المواطنين في مظاهرات حاشدة، تصدت لها قوات الاحتلال بعنف شديد.
وقد شكّلت هذه المعركة تحولاً استراتيجياً في مسار المقاومة الوطنية، حيث انتقلت المواجهة من القرى والجبال إلى المدن والمراكز الحضرية، مع اعتماد أساليب نضالية جديدة تجمع بين المقاومة السياسية والحراك الشعبي المنظم.
رمزية وطنية عميقة
جسّدت معركة بوفكران إرادة المغاربة في الدفاع عن كرامتهم وسيادتهم وحقوقهم، وبيّنت أن القضاء على المقاومة المسلحة في الجنوب والأطلس سنة 1934 لم يكن يعني نهاية الكفاح الوطني، بل كان إيذانًا بمرحلة جديدة أكثر تنظيمًا وفعالية.
وقد شاركت قبائل بني مطير، وكروان، وسايس في هذه الانتفاضة، إلى جانب سكان مكناس، مما يؤكد تلاحم مكونات المجتمع المغربي في وجه الاستعمار.
تخليد مستمر وقيم متجددة
وتؤكد أسرة المقاومة، وهي تُحيي هذه الذكرى المجيدة، وفاءها لروح الشهداء والمناضلين، وتحرص على نقل قيم الوطنية والوفاء للأجيال الصاعدة، من أجل بناء مغرب ديمقراطي متضامن تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
كما تُجدّد بهذه المناسبة التأكيد على تمسّكها بالوحدة الترابية للمملكة، ودعمها لمبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، في إطار السيادة الوطنية الكاملة.