الذكرى السبعون لعيد الاستقلال: حدث يخلّد الوحدة الراسخة بين العرش والشعب

0
5

يخلّد الشعب المغربي، يوم الثلاثاء، الذكرى السبعين لعيد الاستقلال في أجواء من الفخر والاعتزاز، باعتباره محطة تاريخية تجسّد الملحمة المشتركة بين العرش والشعب في سبيل تحرير الوطن وصون وحدته وسيادته.

تمثّل هذه المناسبة فرصة لاستحضار مسار طويل من النضال الوطني بقيادة بطل التحرير، جلالة المغفور له محمد الخامس، الذي أكّد خلال زيارته التاريخية لطنجة سنة 1947 تمسّك المغرب بحريته ووحدته الترابية وهويته الوطنية.

وقد عرف النضال الوطني، منذ بدايات القرن العشرين، تعبئة واسعة داخل المجتمع، وتعزيز حضوره على الساحة الدولية رغم قسوة الإجراءات الاستعمارية. ورغم نفي محمد الخامس والأسرة الملكية إلى كورسيكا ثم مدغشقر، لم يتراجع الحماس الشعبي، بل اندلعت انتفاضات ومعارك كبرى مثل الهري، أنوال، بوكافر، سيدي بوعثمان، وجبل بَدّو، جسّدت صمود المغاربة في وجه المستعمر.

وشكّلت ثورة الملك والشعب في 20 غشت 1953 محطة مفصلية من التلاحم الوطني، قبل أن يعود محمد الخامس من المنفى في 18 نونبر 1955 معلنًا نهاية الحماية وبداية مرحلة جديدة من البناء والتحرر.

واصل جلالة المغفور له الحسن الثاني هذا المسار التاريخي باسترجاع سيدي إفني سنة 1969، ثم استرجاع الأقاليم الجنوبية عبر المسيرة الخضراء سنة 1975، إلى جانب تعزيز دولة المؤسسات وترسيخ الديمقراطية.

واليوم، يسير صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على درب أسلافه، مواصلاً إصلاحات كبرى تهدف إلى تعزيز التنمية الشاملة، والدفاع عن الوحدة الترابية، ووضع المواطن في صلب السياسات العمومية.

ويشكّل الاحتفال بعيد الاستقلال مناسبة لاستلهام قيم الوطنية والوفاء والتضحية، وترسيخ روح المواطنة لدى الأجيال الجديدة، حتى تواصل العمل من أجل حماية مكتسبات الوطن وبناء مستقبل أكثر ازدهارًا.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا