تحوّلت ظاهرة الحمّالين المزيّفين في بعض المطارات المغربية، وخاصة مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، إلى مصدر إزعاج متزايد للمسافرين، سواء المغاربة أو السياح الأجانب. فهؤلاء الأشخاص، الذين لا يحملون أي شارة رسمية أو زي موحّد، يدّعون تقديم المساعدة في نقل الأمتعة، لكن تصرفاتهم توصف من قبل المسافرين بـالمزعجة والمتطفّلة، وأحيانًا بالعدوانية.
عند الوصول أو المغادرة، يُفاجَأ المسافرون بأشخاص يندفعون لحمل حقائبهم دون إذن، ثم يطلبون المال مقابل “الخدمة”. وفي حال الرفض، قد يلجأ بعضهم إلى الضغط أو الإهانة، وهو ما يخلق شعورًا بعدم الأمان والانزعاج منذ اللحظة الأولى في المطار.
صفحة Moroccan Aviation المتخصصة في شؤون الطيران، دقت ناقوس الخطر حول هذه الممارسات، ووصفتها بأنها أصبحت “أمرًا مألوفًا ومسيئًا لصورة البلاد”، خصوصًا مع اقتراب تنظيم فعاليات دولية كبرى مثل كأس العالم 2030.
ما يزيد الوضع سوءًا هو أن هؤلاء الحمّالين المزيّفين يحجبون وجود الحمّالين الرسميين، الذين يخضعون لتكوين ومراقبة، ويحملون شارات رسمية وزيًّا خاصًا. هؤلاء يجدون صعوبة في أداء مهامهم وسط الفوضى التي تخلقها هذه الظاهرة.
ورغم الجهود التي تبذلها السلطات المحلية، بتعاون مع المكتب الوطني للمطارات (ONDA)، من خلال حملات لمحاربة هذه السلوكيات، إلا أن الظاهرة تعود مرارًا، في غياب ردع صارم ومستمر.
ومع استعداد المغرب لاستقبال ملايين الزوار خلال السنوات المقبلة، تبقى جودة الاستقبال في المطارات أولوية، إذ أن أول انطباع يكوّنه السائح قد يكون سببًا في عودته… أو في قراره بعدم الرجوع.