يلجأ مزارعو الكاكاو في غانا إلى التجارة غير القانونية عبر الحدود مع ساحل العاج وتوغو لمواجهة التحديات الاقتصادية المتفاقمة في البلاد. إيساك أنتوي، أحد هؤلاء المزارعين، يضطر إلى عبور الحدود لبيع محصوله بسعر أعلى بسبب الانخفاض المستمر في قيمة السيدي الغاني، الذي فقد أكثر من 20% من قيمته مقابل الدولار الأميركي هذا العام، مما أثر سلبًا على ربحية زراعة الكاكاو.
تواجه غانا أزمة اقتصادية حادة رغم حصولها على قرض بقيمة 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي. وارتفاع الأسعار العالمية للكاكاو لم يكن كافيًا لتعويض ارتفاع تكاليف الإنتاج الناجم عن تدهور العملة وتضخم تكاليف النقل وشراء الأسمدة والمواد الزراعية الأخرى.
رغم جهود الحكومة لزيادة سعر شراء الكاكاو من المزارعين إلى 2188 دولارًا للطن (زيادة بنسبة 58%)، فإن هذا الإجراء لم يكن كافيًا لجذب المزارعين للبقاء في السوق المحلي بدلاً من التهريب إلى البلدان المجاورة التي تقدم أسعارًا أعلى.
يمثل قطاع الكاكاو حوالي 10% من الناتج المحلي الإجمالي لغانا ويدعم حوالي مليون نسمة من أصل 33 مليونًا، إلا أن الظروف الاقتصادية الصعبة تدفع المزارعين إلى تهريب أكثر من 100 ألف طن من حبوب الكاكاو إلى ساحل العاج منذ العام الماضي.
إلى جانب ذلك، يواجه قطاع الكاكاو تحديات أخرى مثل استخراج الذهب غير القانوني المعروف بـ”غالامسي”، الذي يؤثر على إمدادات المياه والوصول إلى الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى الظروف الجوية السيئة وانتشار وباء “براعم الكاكاو المنتفخة”.
فقدت غانا حوالي 500 ألف هكتار من المساحات المزروعة بالكاكاو في السنوات الأخيرة، ما يعادل 29% من إجمالي الأراضي المخصصة للكاكاو، وانخفضت إيرادات الكاكاو بمقدار 500 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2024.
يشير فيفي بوافو، رئيس الشؤون العامة في مجلس الكاكاو الغاني، إلى الجهود الكبيرة المبذولة لتحسين وضع المزارعين، بينما يدعو أوبيد أوسو أداي، الناشط في منظمة “إيكوكير غانا”، إلى إصلاحات كبيرة تشمل تثبيت سعر صرف السيدي ومنح الدعم للمزارعين لمساعدتهم في مواجهة التحديات الاقتصادية المتفاقمة.