تتزايد الانتقادات داخل إسرائيل ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب عرقلته صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، حيث اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت نتنياهو بمحاولة كسب دعم الجناح المتشدد في الحكومة على حساب المفاوضات الجارية. وقال غالانت في محادثات مغلقة إنه إذا لم يتم التوقيع على اتفاق خلال الأسبوعين المقبلين، فإن مصير المحتجزين سيصبح في خطر، مشيرًا إلى أن الشروط كانت مهيأة للوصول إلى اتفاق لولا تدخلات نتنياهو.
وأضافت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الاحتجاجات داخل الائتلاف الحكومي تتزايد ضد رفض الصفقة، حيث يؤيد حزبا “شاس” و”يهدوت هتوراه” ومعظم وزراء الليكود الصفقة، مما يعني أن بن غفير وسموتريتش لا يستطيعان إفشالها بمفردهما.
ونقلت الصحيفة عن رؤساء جهاز المخابرات (موساد) ديفيد برنيع وجهاز الأمن الداخلي (شاباك) رونين بار وأركان الجيش هرتسي هاليفي قولهم إن إسرائيل ستجد صعوبة في التوصل إلى اتفاق بشروط نتنياهو الجديدة، التي تشمل إنشاء آلية لمراقبة حركة سكان غزة من جنوب القطاع إلى شماله.
وقد صرح نتنياهو في الأيام الماضية بأن زيادة الضغط العسكري سيجعل حماس تقدم تنازلات أكثر في المفاوضات، مشددًا على مواصلة العمل لتدميرها. ومن جانبه، اعتبر وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير إبرام صفقة التبادل في الوقت الحالي بمثابة “صفعة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وانتصار للرئيس الحالي بايدن”.
وفي ظل محاولة نتنياهو إفشال الصفقة، طالب حزب شاس نتنياهو بتجاهل الاعتبارات السياسية والتوصل إلى صفقة تبادل نتيجة الضغط العسكري وسياسة الاغتيالات الدقيقة. وقال الحزب في رسالته إن الظروف مناسبة لإبرام الصفقة مما سيحافظ على أمن إسرائيل.
وتتواصل المظاهرات اليومية في إسرائيل أمام وزارة الدفاع في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل الأسرى، واستعادة المحتجزين في غزة. كما شهدت مدن القدس وحيفا ومناطق متفرقة شمالي إسرائيل مظاهرات مشابهة للضغط على نتنياهو لقبول الصفقة.
وتأتي هذه التحركات في ظل جهود وساطة تقودها قطر ومصر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل يتضمن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية لغزة.