فوز لاعبة الكرة الطائرة الإيطالية باولا إيغونو، ذات الأصول النيجيرية، بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس 2024 قد أثار نقاشًا كبيرًا حول الهوية والجنسية في إيطاليا. تقرير صحيفي من “لوموند” الفرنسية استعرض هذا النقاش، مشيرًا إلى أنه رغم نجاح إيغونو الكبير، فإنها أصبحت محورًا للجدل السياسي والاجتماعي حول قوانين الجنسية في البلاد.
الجدل حول الجنسية وحقوق المهاجرين
- قانون الجنسية الحالي: إيطاليا تعتمد على مبدأ “حق الدم”، الذي يمنح الجنسية للأشخاص الذين لديهم أصول إيطالية، حتى وإن وُلدوا في الخارج. هذا النظام يعكس تفضيلًا تاريخيًا وإيديولوجيًا على التقاليد العرقية.
- الدعوات لإصلاح القوانين: فوز إيغونو ألقى الضوء على الحاجة المحتملة لإصلاح قوانين الجنسية في إيطاليا. هناك دعوات من بعض الأحزاب السياسية مثل حزب “قوة إيطاليا” لتعديل القانون بحيث يرتبط الحصول على الجنسية بالمسار الدراسي، وهو ما يُشابه نظام “حق الأرض” في دول أخرى مثل فرنسا.
- الآراء المتضاربة: بينما يدافع حزب “إخوة إيطاليا” (اليمين المحافظ) عن النظام الحالي، يدعو حزب “الرابطة” (أقصى اليمين) إلى تشديد الموقف ضد المهاجرين. من ناحية أخرى، يعبر حزب “قوة إيطاليا” (وسط اليمين) عن دعمٍ لمبادرات تشمل إصلاحات تتعلق بالحق في الحصول على الجنسية.
ردود الفعل على إيغونو
- الهجمات العنصرية: إيغونو واجهت هجمات عنصرية من بعض الشخصيات السياسية، مثل الجنرال المتقاعد روبرتو فاناتشي، الذي زعم أن ملامحها ليست إيطالية. هذا الهجوم يعكس التوترات القائمة حول الهوية العرقية والثقافية في إيطاليا.
- الاحتفاء والتشويه: تعرض رسم جداري يحتفي بـ”إيغونو الإيطالية” للتشويه، ما يعكس الصراع المحتدم حول الهوية والإدماج في المجتمع الإيطالي.
السياق السياسي
- الأحزاب والسياسات: بينما يدعو حزب “الديموقراطي” وأحزاب اليسار إلى تبني نظام “حق الأرض” الذي يمنح الجنسية للأطفال المولودين في البلاد، تبقى الحكومة الإيطالية تحت سيطرة قوانين أكثر صرامة تتعلق بالحصول على الجنسية.
فوز إيغونو بالميدالية الذهبية ليس مجرد انتصار رياضي، بل هو نقطة تحول في النقاش حول كيفية تعريف الهوية الوطنية وإدماج المهاجرين في إيطاليا.