تأثير التشويش على حياة السكان
لم تعد مهمة سائق الأجرة طارق إسماعيل، المقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت، سهلة كما كانت في الماضي. بعد التشويش على تطبيق “خرائط غوغل”، أصبحت مهمة نقل الركاب أكثر تعقيدًا وتستغرق وقتًا أطول. على الرغم من معرفته بالطرق الرئيسية، يحتاج إسماعيل إلى الاعتماد على الركاب لتوجيهه إلى العنوان المقصود بدقة. تزداد الأمور تعقيدًا عند الوصول إلى المناطق الجنوبية الحدودية، حيث تتكاثر المخاطر والتحديات.
تأثير التشويش على التطبيقات والتكنولوجيا
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، والتصعيد العسكري على حدود لبنان الجنوبية، يواجه سكان العاصمة بيروت تحديات في استخدام تطبيق “خرائط غوغل” بسبب تأثيرات تشويش إشارات نظام تحديد المواقع العالمي “جي بي إس” (GPS).
الشرح التقني لتأثير التشويش
يفسر الخبير في الأمن السيبراني والتحول الرقمي رولاند أبي نجم أن نظام “جي بي إس” يعتمد على الأقمار الصناعية لتوفير معلومات دقيقة عن المواقع، ومن الضروري وجود 3 أقمار صناعية على الأقل في المكان المراد تحديد موقعه لتحقيق دقة جيدة، مع إمكانية زيادة الدقة عند توفر 4 أو 5 أقمار صناعية.
التشويش الحالي يتم عن طريق إرسال إشارات إلى الأقمار الصناعية تؤثر على دقة الإشارات التي تصل منها، مما يؤدي إلى تحديد مواقع غير دقيقة عند استخدام التطبيقات. معظم التطبيقات التي تعتمد على “جي بي إس” لتحديد المواقع تتأثر بشكل سلبي عند حدوث التشويش، بما في ذلك المطارات وحركة الطيران وخدمات تحديد المواقع عبر الهواتف.
البدائل وتحدياتها
يشير أبي نجم إلى أن البديل لا يشكل حلاً عمليًا ويكون مكلفًا أيضًا. كما توجد أجهزة للتشويش، هناك أيضًا أجهزة يمكنها كشف التشويش، ويمكن استخدام تقنيات متطورة لتقليل تأثير التشويش واستخدام التشفير لمنع تأثير تشويش أي جهة على النظام.
بذلك، فإن التشويش على نظام “جي بي إس” يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية في لبنان، مما يجعل الاعتماد على التكنولوجيا البديلة أمرًا معقدًا ومكلفًا، ويزيد من صعوبة الحياة اليومية للسكان وخاصة في مجالات النقل والخدمات الأساسية.