شهدت مدينة تيسة مساء الجمعة وقفة احتجاجية نظمها عدد من السكان للتنديد بتدهور أوضاعهم المعيشية، وبتهميش مدينتهم منذ سنوات. المحتجون عبروا عن استيائهم من الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب، وغياب البنية التحتية، وارتفاع البطالة، وانعدام الخدمات الأساسية.
وفي هذا السياق، أصدرت فدرالية اليسار الديمقراطي (FGD) بياناً نددت فيه بما وصفته بـ”نموذج صارخ لغياب العدالة المجالية والاجتماعية”، محذرة من استمرار انقطاع الماء، الذي يحرم الساكنة من أبسط شروط العيش الكريم، في ظل ما اعتبرته “فشلاً واضحاً” في تدبير هذه المادة الحيوية.
كما سلطت الفدرالية الضوء على تعثر مشروع بناء المستشفى المحلي، الذي لا يزال عبارة عن بناية فارغة رغم انطلاق أشغاله قبل سنوات، مما يضطر المرضى إلى التنقل لمسافات طويلة من أجل العلاج، وهو ما يشكل خرقاً لحقهم الدستوري في الصحة.
وأشار البيان إلى مجموعة من المشاكل التي تعاني منها المدينة، من ضمنها ارتفاع البطالة في صفوف الشباب، تدهور البيئة والصحة العامة، انتشار الكلاب الضالة، واستمرار الزبونية والفساد في توزيع الفرص والموارد.
ورغم قرار المنع الصادر عن السلطات المحلية، خرج المواطنون في وقفة احتجاجية عبّروا فيها عن معاناتهم مع أزمة وصفوها بـ”الخانقة والمتعددة الأبعاد”، واعتبروها نتيجة مباشرة لتهميش ممنهج وغياب الإرادة الحقيقية للاستجابة لمطالبهم المشروعة.
وفي خطوة تصعيدية، وجهت النائبة البرلمانية عن فدرالية اليسار الديمقراطي فاطمة التامني سؤالاً كتابياً إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، نبهت فيه إلى الوضع الكارثي الذي تعيشه تيسة ومجموعة من الدواوير التابعة لإقليم تاونات، مشيرة إلى عجز كبير في تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب، مما يزيد من معاناة السكان اليومية.
كما نبهت التامني إلى تدهور قطاع الصحة بالمنطقة، وفشل مشروع المستشفى المحلي، وضعف البنية التحتية الصحية، ونقص الموارد البشرية والمعدات، بالإضافة إلى تفشي البطالة نتيجة غياب بدائل تنموية، ما يدفع العديد من السكان إلى الهجرة القسرية.